عرض خلال أيام العيد عمل مسرحي متميز، تمكنت من مشاهدته خلال فترة وجودي في مدينة عدن. وكان قد سبق لهذا العرض ان تم في مدينة صنعاء ولم اتمكن من مشاهدته لظروف انشغالي المتزايدة خلال تلك الفترة. وكان كثير من اعضاء السلك الدبلوماسي العربي والاجنبي قد تمكنوا من مشاهدة العرض واعلنوا اعجابهم به وذكر لي بعضهم ان العرض يستحق فعلا المشاهدة اذا اتيحت لي الفرصة. ولأن كل افراد اسرتي يحبون المسرح ويحبون ارتياده فقد كان وجود العرض خلال ايام العيد فرصة تستحق المشاهدة. كانت المسرحية معروضة في مبنى غير مخصص للعمل المسرحي فهي قاعة سينما قديمة، تم افتتاحها في فترة من تاريخ اليمن جعلت من قاعة هذه السينما الأولى من نوعها في تاريخ الجزيرة العربية واليمن والخليج. وكان يوسف شاهين وفريد الأطرش وكثير من الممثلين المصريين يحضرون العرض الأول لأفلامهم في هذه السينما وبالتالي فقد كان الطابع التاريخي للمكان احساساً اكثر منه مظاهر فعلية. أما المسرح وخاصة التجاري منه فلم تكن لديه قاعة متخصصة يمكن استئجارها وظهور عمل مسرحي خاص يعتمد على مردود التذاكر. وهكذا قامت الفرقة باستئجار السينما وتعاون صاحب القاعة في تأهيلها الى حد ما للأداء المسرحي. والكراسي الحديدية المصبوغة بالطلاء المانع للذحل والرطوبة تم تجديدها ولكن الكراسي دون ارقام أو فواصل بحيث كان الجلوس رهينا بلحظة الحضور. بمعنى ان من يصل اولا يحجز مكان جلوسه هو وافراد اسرته اولا. ولما كنا لم نفهم هذه الآلية فقد كان جلوسنا في آخر صف من الكراسي وكان بعضنا قادراً على الرؤية والبعض الآخر يعتمد اكثر على الصوت وبعض زوايا حركة الممثلين. وكانت المسرحية من النوع الاجتماعي الكوميدي الموسيقي والغنائي. لهذا اعجبتنا لحظة البداية بأغنية تحيي مدينة عدن وتصبح بالخير على سكانها العاملين، وكان اللحن جميلا وطاقم المسرحية يتفاعل مع الموسيقى بنوع من الرقص الراقي الذي يخلق حركة في قاعة المسرح دون أن يدخل في الاسفاف او الاستخدام المبتذل للجسد الانساني.وبدأت المسرحية باللهجة العدنية الواضحة عدى بعض العبارات التي تحتاج الى قليل من التأمل او التركيز للاستيعاب. ووجدنا انفسنا ننسجم مع عمل لا يختلف ابدا عن افضل المسرحيات الاجتماعية الكوميدية التي نتابعها دوما في مصر. معاك نازل: المسرحية اساسا مستوحاة من عمل مسرحي الماني يسمى الخط رقم 1، من مسرح جريبس في برلين. لذا فإن الاحداث هي ما يمكن ان يواجهه خط سير مواصلات عامة في أي مدينة كبرلين أوصنعاء أوعدن. فهي تعبر عن التجمعات البشرية الفقيرة في حياتها اليومية، ورؤويتها لغيرها. ولجمال المسرحية والضحك الذي أمتعنا عدنا مبكرين لنراها ثانية ولنردد مع الركاب معاك نازل.فالمقصود هو النزول في المحطة الصحيحة، باللهجة العدنية الشعبية. [email protected]