الممانعة الذرائعية مصطلح عند رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى يعني تبريرا لظاهرة التوسع في استخدام قاعدة سد الذرائع حتى يقلص المستخدمون لها به ساحة المباحات بالتحريم المتعمد دون حجة أو برهان، والقاعدة لايعمل بها عند الجمهور من علماء الاصول الا عندما يكون الفعل المتخذ ذريعة الى حرام يؤدي اليه قطعا لا وهماً، ويختلفون على ما ادى اليه غالبا، ويتفقون على منع العمل بها، اذا لم تؤد اليه اصلا، وأما من يتوهم ان تعليم الفتاة يفسدها، ويؤدي بها الى الوقوع في المحرمات فلا عبرة لقوله وان استشهد بها، ولعل كثيرا مما اعترض في بلادنا في مراحل مختلفة ونودي بتحريمه وهو مباح، انما كان من هذا القبيل، فالذين عارضوا تعليم الفتاة، والذين لم يروا في استخدام الوسائل الحديثة كالهاتف الا ما يجلب الفساد، وكذا الذين يعارضون التعليم العلمي والتقني ويصرون على مزيد من التعليم النظري، كل اولئك حجتهم سد الذرائع. وأما رئيس القسم فيقول: (شيء يسير من هذه الضغوط الدولية كفيل بأن يجعلنا نحذر من كل خطوة تغيير، ونرفع شعار سد الذرائع حتى نأمن مكر الاعداء)، وبمقتضى هذا القول فإن مورس ضدنا أي ضغط دولي في اي أمر بحق أو باطل فعلينا رفع هذا الشعار تخلصا منه، في خطة متهافتة لا تقنع احدا، فإن نادى الناس بحقوق الانسان مثلا، والتي هي في شريعتنا مقدرة محترمة فلنرفع في وجهها شعار سد الذرائع، حتى لا يعمل بها في بلادنا، لأن بعضا منا ركدت اذهانهم فلم يستوعبوا فائدتها. وهكذا الامر في قضايا المرأة وفي كل امر يثير رئيس القسم حوله الجدل كتوهم اختلاط محرم في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، والذي شارك فيه بجدة رافعا شعار سد الذرائع، ويستعيد - عفا الله عنه - التهم لاخواننا المسلمين في شتى اقطارهم بالبعد عن الاسلام، التي يرفعها البعض بين الحين والآخر، فيقول لا فض فوه: (مع الفراغ من توحيد اجزاء المملكة تفرغ علماؤنا للنظر الى المسلمين من حولهم، في كليات حياتهم وجزئياتها، وكان المشهد سيئا بقدر ما تحمله الكلمة من معنى، فقد نجح الفكر التغريبي في تطبيق الشريعة الوافدة على كثير من حياة المجتمعات العربية والإسلامية، في السياسة والاقتصاد والاخلاق، وكانت المرأة من اشرف ما استطاع ذلك الفكر الوصول اليه، واشده تأثيرا في تغيير باقي مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية، فقد كانت المحرمات القطعية غير مستنكرة في تلك الأوساط بدءا بالسفور الكامل وانتهاء بامتهان المرأة البغاء وسيلة رسمية للكسب، مرورا بالرقص والغناء والمخادنة) في تزكية ظاهرة لنا وانتقاص فاحش لسوانا من المسلمين، مما اساء دوماً علاقتنا بهم على مدى الزمان، وجعل التهم توجه إلينا من كل صوب، رغم ان من يحملون مثل هذه الفكر منا هم القلة، بل انه لا يحترم عقولنا حينما يقول: (فالفكر التغريبي نزل ساحتنا، وكان لأهله حظ في النفوذ في وقت مبكر من نشوء الدولة) في ادعاء ساذج ان غفلة منا قيادة وشعبا عن خطر مزعوم نزل بساحتنا منذ وقت مبكر فتركناه حتى استفحل بزعمه الباطل، فأفكار مثل هذه خطرها على مجتمعنا جسيم حتى نردع اصحابها عما يطمحون اليه من تعطيل فهو من هذا الوطن واهله، فهل نحن فاعلوه هو ما ارجوه والله ولي التوفيق. ص.ب: 35485 جدة 21488 فاكس: 640043