* عندما أعرف من الأصدقاء أو أقرأ في الصحف المحلية ان فلاناً ترقى لمرتبة عليا مما استوجب أن ينشر ذلك بنفسه أو يُنشر عنه أفرح لذلك، لكنني أتوقف لدى العديد من الأسماء والذين نعرف "تاريخهم" الوظيفي والسنوات التي مضت وهم يؤدون اعمالاً عادية ليس فيها جديد أو تطوير أو ابداع، وقد وصلوا لمراتب عليا 13 - 14 والخامسة عشرة وبعض هؤلاء لم يقدم لجهة عمله جديدا بعد ان قضى حوالى أربعة عقود يؤدي عملاً يوميّاً منذ أول عام في وظيفته أو في حياته الوظيفية، والمشكلة أن بعض هؤلاء يعتبر أنه ظُلم لأن زميله فلانًا سبقه بمرتبة أو ترقية بينما هو يرى نفسه الأجدر ويتناسى هؤلاء انهم عبء على الوظيفة وهم ممن عطل العمل والابداع وتقديم الجديد واحتلوا فرصة شباب مؤهلين لديهم القدرة على تقديم صورة متطورة للعمل.. لكن وكما يقال إن أمثال هؤلاء ليسوا السبب في ذلك، بل هي الجهة المشرفة وزارة كانت أو إدارة عامة وهي تعرف "أداء" هؤلاء وانهم ظلوا "عاطلين" طوال هذه السنوات أو السنوات الأخيرة من خدمتهم حتى أصبحوا يعدون مكان الوظيفة جزءا من المنزل يذهبون إليها متى شاؤوا ويبقون فيها الوقت الذي يقدرونه ويخرجون متى ما وجدوا انهم في حاجة لذلك.. هذه صورة موجودة ولو سأل وكيل الوزارة أو المدير العام او حتى مدير الادارة نفسه وتفقد من يعمل معه من موظفين لوجد ذلك بعدد لا يقل عن 40% في كل ادارة، ومازالت "العلاوة" و"الترقية" تأتيهم حتى مكاتبهم ورواتبهم كما هي لا يقبلون أن تنقص "ريالاً" واحداً بل انهم يواصلون الشكوى عند تأخر "الترقية". كنت أتحدث مع أحد الاصدقاء حول واحد ممن نعرفهم تمت ترقيته الى مرتبة وظيفية "عليا" وما قدمه خلال خدمته فأجابني صديقي الذي يعرفه ضاحكاً ان هذا الشخص ساهم في تعطيل عمل إدارته وهو دائم "التوسط" بالناس وأقارب المسؤولين الأعلى لترقيته وبقائه في مكانه وعندما قام أحد المسؤولين في احدى السنوات بطلب نقله إلى مكان آخر استعمل كل أنواع الوساطات لإبقائه متعذراً بحالته الصحية التي لا تمكنه من النقل لكنه عندما رقي الى مرتبة عليا في مكان آخر وافق على أن يُنقل من مدينة لأخرى وسوف يستمر حاله حتى يحال للتقاعد النظامي لأن أمثال هؤلاء لا يتقدمون بطلب التقاعد "المبكر" بل انهم يواصلون اتصالاتهم للتمديد بعد بلوغ "الستين" لأنهم يعيشون في جو مريح ويؤدون عملهم كما يريدون لا كما يريد "النظام". ان استمرار هذه الصورة فيه الكثير من التعطيل للمصالح والتطوير وحجب الفرص عن القادرين والمؤهلين واصحاب الأفكار وبالتالي يظهر ذلك على أداء العمل وخدمة الناس ويبقى الأداء مرتهنًا بموظف يحضر للدوام ويخرج منه وهو ما يركز عليه "النظام" أما الأداء.. فلا شيء من ذلك لأن المسؤول الأكبر يعلم بهذه الأحوال ولا يتحرك وقد شارك في الإثم وفي المسؤولية وفي الأضرار التي تلحق بالناس.. كل الناس.