هناك ليال تمر في عمر المرء لا يمكن محوها مهما طال الزمن، أو ازدادت ليالي المناسبات التي تحتفظ بها الذاكرة، وفي منتصف الأسبوع المنصرم يوم الاثنين 8 / 11 / 1430ه قضينا ليله جميلة كان الوفاء عنوانها حيث احتفل منسوبي مدرسة الخندق الثانوية بالعاصمة المقدسة، وبتشريف سعادة مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة الأستاذ/ بكر بصفر بشقيقي المربي الأستاذ/ أمين العطرجي (وكيل المدرسة) بمناسبة إحالته للتقاعد المبكر نظراً للعارض الصحي الذي ألم به ولم يمهله أن يُكْمِلْ مشواره التعليمي الإداري حتى يبلغ السن النظامي لتوديع الوظيفة التربوية التعليمية التي قدم لها الكثير منذ أكثر من ثلاثة عقود تجول خلالها وكيلاً على عدد من المدارس المتوسطة والثانوية زرع في نفوس معلميها وطلابها الحب والوفاء والعلم النافع، وقد عُرِفَ عنه كما جاء في كلمات الحفل التي ألقاها عدد من منسوبي التربية والتعليم (بكر بصفر - فواز بدري - هشام عجيب - عبد الله العطرجي - محمد سليم...) أنه بحر عذب في العلم والتعليم والمعرفة والأخلاق الرفيعة والأسلوب المرن في التعامل والأدب الجم، وحبه وتفانيه لعمله منذ أول درجه خطى عليها حتى آخر درجة وقف عندها، حيث كان ذو صدر رحب، وتوجيه صائب، وقول سديد، ولا يبخل على أحد بالمساعدة مها كان، ويعطي كل ما بوسعه دون أن ينتظر من أحد الرد أو الشكر، وقد كان جُلَ همة أن يربي ويعلم أبناء المجتمع المكي ليكونوا لبنات صالحة تقوم على أكتافهم في المستقبل تكملة مسيرة البناء الذي وضع قواعدها ورفع بنيانها الرعيل الأول من أبناء الوطن بتوجهات سامية من ولاة الأمر رحم الله منهم من رحل، ومد بالعافية من هم على رأس العمل، وما ذلك التكريم الذي ادخل البهجة والسرور إلى نفس أبا حاتم، والذي قاد زمامه في تلك الليلة المباركة سعادة الأستاذ / فواز بن عمر بدري (مدير المدرسة) إلا دليل حُبْ وتقدير من منسوبي تلك المنشأة التعليمية بالمُحْتَفى به، ويقيناً أعلم بأن فقرات حفل التكريم سوف تبقى ذكرى جميلة خالدة تعبق بالمودة والمحبة والرضا ومعان أخرى في نفس أبا حاتم. أخي الحبيب أبا حاتم: يعجز قلمي عن سكب مداده، وقد تجمدت الحروف فيه، وهي عاجزة عن الذوبان ليخط لك كلمات التكريم والشكر والعرفان، ويعجز لساني ويتعثر عن قول كلمات المدح أمامك، فأنت والدي الذي رباني، ومعلمي الذي هداني، وأخي الذي ساندني في حياتي منذ أبصرت الحياة حتى يومنا هذا، ولك والله جمة من الأفضال التي لا يمكنني أن أجزيك عنها سوى بالدعاء لك في ظهر الغيب، وما هذه السطور إلا جُزْءٌ يسير جِدَاً من رد بعض الجميل لك على ما قدمته وتقده لي من أمور شتى في هذه الدنيا الزائلة، وثق تماماً أخي الجواد أبا حاتم بأن صنائع المعروف لا تضيع في هذه الحياة الفانية، وستجد ثوابها في الدنيا والآخرة مجتمعه معاً بإذن الله تعالى. أبا حاتم: دعواتي وأمنياتي لك بالتوفيق والصحة والعافية في مرحلة حياتك الجديدة. شعر: قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا. همسه: العلم وسيلة إلى كل فضيلة. ومن أصدق من الله قيلاً {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}. ناسوخ: 0500500313