جاءني تعليق ظريف من إحدى سيداتنا في الخارج، وهو "تساؤلات أثارها عنوان مقالاتي لديها. هي سيدة سعودية حاصلة على شهادة في المُحاماة من إحدى الجامعات الشهيرة في العالم أثناء تواجدها بصحبة زوجها في الخارج". هكذا تستثمر النساء الواعيات أوقاتهن عند الاغتراب أحببت نشرها لعمق معانيها أثارت في نفسي حُب التنقيب والبحث العميق بكل تفاصيل لأصل النقاط ومن أول من وضعها فوق وتحت الكلمات، من الذي استطاع وضع اللغة العربية في قالب مُميز لهوية عربية لا تتكرر وإن طال الزمان، وقد قيل الكثير في القراءة منها أقوال الجاحظ التي سجلها له الزمان وهي تعتمد على معاني كلمات ككل الكلمات تحدد معانيها النقاط فوق الحروف وهي: "الكتاب وعاء مليء علماً، وظَرفُ حُشي ظُرفاً وإناء شُجن مُزاحاً..ينطق عن الموتى ويُترجم كلام الأحياء..لا ينام إلا بنومك، ولا ينطق إلا بما تهوى، آمن من الأرض، وأكتم للسر من صاحب السر، وأحفظ للوديعة من أرباب الوديعة (انتهى). تقول: نقاط فوق الحروف مجرد نقاط تجعل لرسم الحروف معنى تجعل تلك الحروف مفهومة ومقروءة تُرى. هل نسعد بما تفعله النقاط؟ وهي توضح معاني مبهمة لنا! تزيح التعجب المرسوم على وجوهنا حين نجتهد لتفسير تلك الحروف ونتساءل.. هل هي هذه الكلمة ام تلك؟ هل هو هذا المعنى ام ذاك! تعتلي ثغورنا بسمة الرضى إن وافقت تلك النقطة هوانا أما إن أتت على غير ما نرجو، حينها تكفهر وجوهنا ونبدأ بإخراج أسلحتنا لندافع دفاعاً غريزيا عن انفسنا! ترى... كيف كان حالنا لولا وجود النقاط؟ هل كان فهمنا لما نراه سيزيد؟ ام سيقِل؟ برغم وجود الحروف إلا أننا ما زلنا نُؤَوِّل الكلمات على هوانا ونفسرها على مزاجنا رغم وضوحها وصراحتها... أكثر من مرة قرأتُ كلماتٍ أو جملاً قراءةً خاطئة، تدهشني أو تضحكني حين أستوعب خطئي ووضوحها..!!! وحين يزيد حرف، أو ينقص حرف، أو يوضع في غير مكانه... ينقلب المعنى ويتغير المغزى وقد يترتب على ذلك ما لا يحمد عقباه إن لم يُصحح الخطأ... فلننتبه لحروفنا... قبل فوات الأوان... همسة أثارتها تسؤلاتها وهي مثل ألماني يقول: لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة، ولا ينمو العقل إلا بالمُطالعة والتفكير. (انتهى) وكم في هذه الحياة ما يستحق وقفة تأمل وتفكير فكل شيء له معان كثيرة لا نفقهها في حياتنا القصيرة نحتاج فيها إلى تأمل وتفكر وتدبر تعود علينا بالكثير الكثير الذي نحن غافلون عنه.. هكذا هو ديننا دين السلام والكمال.