يتمتع فضيلة الدكتور محمد العوضي الداعية والأكاديمي بحضور إعلامي وتوعوي ملفت لما يمتاز به من حس فكري مبهر وهو يخاطب العقول بفكر متجدد بالإضافة إلى ذكائه في انتقاء شخصيات مسلمة ذات علم واطلاع واسع يجبرك على متابعته ويرسخ ويجدد في نفسك الإيمان بأسمى معانيه وقد عشنا في رمضان الماضي مع وجبات إيمانية دسمة وعميقة كالحلقات التي استضاف فيها الأكاديمي الفذ الدكتور بجامعة الملك عبدالعزيز سابقا صبري الدمرداش وهو يفسر بعض آيات القرآن الكريم بلغة علمية رصينة لم يتطرق إليها من سبقوه من العلماء الأجلاء الأفاضل واستشهد سعادة الدكتور ببعض مخلوقات الله في الكون وأتى بأمثلة تحدَّى الله تعالى بها كل البشر ودلل على ذلك بحشرات حقيرة وهي الذبابة والتي وردت في قوله تعالى :"يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ" وفيما ذكره الدكتور صبري عن هذه الآية أنه لو علم الناس التشريح الجسدي للذبابة لآمن كل سكان الأرض كما ذكر أن العلماء الغربيين حاولوا اختراع طائرة تحاكي الذبابة في طيرانها وعلى مدى عشر سنوات وفشلوا في ذلك ثم انتقل فضيلة الدكتور الدمرداش إلى بعض الآيات لنثبتها بالحقائق العلمية كلون السماء والبحار وأنها ليست زرقاء كما يتصورها الناس وأن الحقول ليست خضراء وأن مسألة الألوان مسألة نسبية بين البشر والحيوانات، فما نراه أخضر أو أبيض تراه بعض الحيوانات بنيا ورماديا وأسود وفقا لما تتمتع به العين من تركيبات مختلفة حسب ما تتمتع به من عدسات وخلايا بصرية متباينة كما فسر قوله تعالى: "والسماء ذات الرجع" وأنها مؤشر للغلاف الجوي الذي يحمي كوكبنا من هجوم الشهب والنيازك والأشعة القاتلة كما يحميها ببقاء بعض الاشعاعات والذبذبات ذات الفائدة العظمى لبني البشر كعملية الجاذبية الأرضية والتوازن وأنه لو نفذت هذه العناصر لما كان هناك بث إذاعي أو تلفزيوني أو اتصالات سلكية ولاسلكية أو طائرات تطير في فضاء الله الواسع، ومن منطلق مبدأ قوله صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية" فإنني أضع رابطا إلكترونيا لاطلاع القراء الأعزاء على حلقات فضيلة الدكتور صبري الدمرداش والتي لم أذكر منها إلا النذر اليسير لتعميم الفائدة http://www.youtube.com/watch?v=IzPHlLHSVm0 وهذا واحد من علماء المسلمين الأفذاذ سخر بعض ما آتاه الله من علم يسير ودمج العلم الدنيوي بالإيمان فشرح الله قلبه ليقدم الكثير من الحقائق الإيمانية خدمة لنشر الدعوة في أصقاع الأرض، وهذه إحدى واجبات المسلم العالم الحق وأطالب هيئة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الموقرة بتسجيل هذه الحلقات وترجمتها إلى عدة لغات وتوزيعها في المراكز الإسلامية بجميع أنحاء العالم لأنها إحدى وسائل الدعوة إلى ديننا الحنيف فهذا عالم من علماء المسلمين والذين وصفهم البعض بأنهم قادمون من كوكبٍ آخر تهكماً وسخريةً. وقفة بسم الله الرحمن الرحيم "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".