حياة سندي – غادة المطيري – هنادي الهندي – مشعل هرساني – مهند أبو دية – فارس الخليفي وغيرهم كثيرون أسماء ستطبع في ذاكرة التاريخ العلمي وستكتب في سجلاته الذهبية بأحرف من نور ومن حق وطننا ومن حقنا كمواطنين أن نضع هذه الأسماء تاجا على رؤوسنا لأنها أثبتت أن العقول السعودية متى ماوجدت الرعاية والاهتمام فإنها ستفجر براكين طاقاتها إبداعا وستبهر العالم بمنجزاتها التي جعلت جهابذة العلماء ومراكز العلوم يرفعون قبعاتهم إجلالا واحتراما لهذه العقول المؤمنة التي قدمت من أعماق الصحراء وامتدت جذورها في أعماق تراب هذا الوطن المقدس إن العقود القليلة القادمة ستشهد ولادة حضارة جديدة لاتقل شأننا عن الحضارات شرق الآسيوية الناشئة بل وستضاهيها لأنها تستند إلى عدة عوامل قد لا توجد في الحضارات الأخرى من أهمها استنادها إلى الطاقات الروحية المستمدة من عقيدتنا الإسلامية ودستورها الخالد وجود الثروات الطبيعية من الكنوز التي تختزنها أرض بلادنا المقدسة كالثروات النفطية والمعدنية التي تفتقر إليها الكثير من الدول المتقدمة واعتماد حضارتنا على الطاقات الشابة والتي تشكل الجزء الأكبر من سكان المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى البنية العلمية التحتية الهائلة كوجود أربع وعشرين جامعة حكومية وتسع جامعات أهلية تخرج كل عام عشرات الآلاف من مخرجات التعليم الجامعي بالإضافة إلى خمسة وستين ألف مبتعث ومبتعثة في كافة أرجاء العالم هؤلاء مجتمعون سيكونون الوجه المشرق لحضارة المملكة العربية السعودية وفي خلال عقود قليلة من السنوات ستكون المملكة العربية السعودية منارة للعلم والإيمان مجتمعين وهذا ماكان ليتأتى لولا دعم قائد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين أيده الله بنصره الذي أدرك بحنكته السياسية وأفقه الواسع أن الاستثمار الحقيقي هو في شباب هذا الوطن ولعلي أخالف الأستاذ أحمد الشقيري نظرته التشاؤمية في قدرات شبابنا وأمامه نماذج مضيئة ملأت سمعتها أرجاء العالم فهذه غادة المطيري الدكتورة التي نبتت كزهرة صحراوية فواحة في أعماق هذه الأرض والتي قدمت للإنسانية انجازا طبيا الأول من نوعه وحياة سندي ابنة مكةالمكرمة البروفسورة والعالمة السعودية في علم الأجنة ضربت أروع الأمثلة لفتيات بلاد الحرمين الشريفين في وقت كانت دراسة الفتيات في الخارج من رابع المستحيلات ولكنها نحتت في الصخر مستمدة قوتها من إيمانها العميق بالله وعظمتها من عظمة البلد المقدس الذي نشأت وترعرعت في أحضانه وهي على مقربة من جبل النور الذي نزلت فيه أول كلمة من دستورنا الخالد (اقرأ) وهذا مشعل هرساني أصغر طالب في العالم يحوز على شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة دبلن كاليفورنيا الأمريكية وهو لم يتجاوز السابعة عشرة ربيعا وهذه هنادي الهندي أصغر كابتن طيار نسائي في العالم وهذا مهند أبو دية الذي اخترع غواصة تغوص في أعمق نقطة بحار في العالم والذي تعرض لإعاقة حركية وبصرية مؤلمة ولم تثنه عن عزمه وهذا فارس الخليفي صاحب العشر سنوات الذي اخترع اختراعا لذوي الإحتياجات الخاصة وحصل على جائزة عالمية من معرض المخترعات العالمي بسويسرا وكما قال الحق تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" فأين أنت يا أستاذ أحمد الشقيري من كل هذه الإنجازات ومن مكتشفيها ومكتشفاتها أم أن زامر الحي لا يطرب! وقفة قال تعالى: "قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا".