شاهدنا كثيراً من الجدل على المواقع الإلكترونية المختلفة وفي الساحات وعلى صفحات الجرائد، التحذير من موقع إلكتروني باسم " قرآن نت" لتفسير القرآن، كون أن من أعد هذا المشروع باحثون من جامعة حيفا في إطار دراستهم لنيل درجة الماجستير في مجال الاستشارات التربوية تحت إشراف الأستاذ الجامعي اليهودي البروفسور " عوفر غروسبورد" وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت في وقت سابق على موقعها بأكثر من لغة ومن ضمنها العربية عن قرب إطلاق هذا المشروع، وكما يذكر البروفسور " عوفر" أن كل شخص يستطيع أن يدخل على هذا الموقع الإلكتروني" قرآن نت" ويجد جوابا قرآنيا لأسئلته التربوية، وقام عدد كبير من فقهاء وعلماء المسلمون برفض هذا المشروع، معتبرين ذلك محاولة جديدة لإصدار نسخ محرفة من القرآن الكريم في صورة جديدة، ومحاولة لإقناع العالم الإسلامي بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل، ففي السعودية حذر عضو هيئة كبار العلماء د. عبد الله المطلق من الاعتماد على المشروع الإسرائيلي لتفسير القرآن مادام القائمون عليه يهودا، فهم ليسوا محل ثقة لما نعلمه عن عداوة اليهود للمسلمين، ولقتلهم الأنبياء، ولما قاموا به من تحريف في التوراة والإنجيل، أما د. سعد البريك فقد وصف ذلك بأنها محاولة يهودية لتفسير القرآن حسبما يتماشى مع أهدافهم، وقال علماء آخرون أن بيان القرآن الكريم تولاه الله تعالى بنفسه وأوكل لنبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام " ما لم يبينه"، وأوجب على الناس كافة أن يرجعوا في فهمه وبيانه إلى العلماء الشرعيين أو أهل الاختصاص الذين يعرفون مدلولات الألفاظ وفقه اللغة وقواعد الأصول وعلم الحديث وعلم الخلاف والاجماع وغير ذلك مما له صلة بالتفسير، وذكروا أنها ضحكة كبرى ليس على المسلمين بل على من تستطيع أن تخدعه إسرائيل بهذه الخدعة المقيتة، فالمسلمين على وعي كبير ولم يبلغوا هذا المستوى من السذاجة، لكن البروفسور " غروسبورد" المشرف على المشروع يصر على أن مشروعه أخلاقي بالدرجة الأولى داعيا إلى قراءته أولا قبل الخوض في نقده، وأدعى بأنه قام بإستشارة عدد من الأئمة والعلماء المسلمين قبل إطلاق النسخة الإلكترونية الداخلية للمشروع وحصل منهم على تأييد لما يقوم به، ويتمنى " عوفر" أن يعطى فرصة لإطلاعهم على المشروع، وحينها " بعد قراءة المشروع قراءة عادلة" سنرى النتيجة حتما، ويتأكد الجميع مدى الحب للقرآن، وليس هناك أي نوع من التأمر عليه " على حد قوله"، وما دمنا لا نستطيع فعل شيء في مواجهة انطلاق المشروع سوى التحذير الذي لن يؤدي إلى النتيجة المستهدفة، فعلى السادة العلماء أن يقوموا بالإطلاع على المشروع لأن الحكم على الشيء فرع من تصوره، وجعله تحت المراقبة الدائمة والمستمرة للكشف عن أي تجاوزات أو أخطاء و فضح أي مؤامرات، والإشادة بأي إيجابيات " إن وجدت". فاكس 6604448 02