عاد أخي الاستاذ قينان الغامدي للحديث عن الشريف والمعلمي مرة أخرى في مقاله المنشور في جريدة الوطن 22/ 8 / 1430ه، وظن أني أهملت اسئلته الثلاثة فلم أرد عليها لأنها قد أحرجتني، والأمر ليس كذلك، فها أنا أرد عليها، وأولها قوله عفا الله عني وعنه : ما ضرك لو فرض على المخالف لأنظمة المرور غرامة للمخالفة مئة الف أو عشرة آلاف، وأقول إنها تضر المواطن ، ذلك أن المخالفة المرورية تقع من كل أحد ، وهي خطأ يقع فيه جل الناس ومنهم أخي قينان ، ولا أظنه يتوقع أن يسلب منه دخله كله لمدة شهر كامل لسداد غرامة مرور واحدة، وتقدير الغرامات لابد و ان يقوم على دراسات تراعي قدرة دافعها، ويراعى فيها الردع الموازي للخطأ المرتكب، وأظن هذا لايعهد إلى كاتب في صحيفة سيارة، وسؤاله الثاني -رحمني الله وإياه_ ماجاء عن ألم شعرربه حينما قلت إن بعض من يكتبون في اتجاه زيادة اسعار الخدمات والرسوم إنما يكتبون ضد المواطن وبعضهم يخدم مصالحه بكتابته وإن اضر مواطنيه، وسألني هل أعرف أنه يكتب من أجل مصالحه الشخصية ، وليعذرني أخي قينان فمعرفتي به لا تؤهلني أن أحكم عليه بأنه يكتب لمصلحته الشخصية أم لا، فهذا الأمر يعود إليه وحده، فلست مطلعاً على نيته، ولكني تحدثت عن ظاهرة في مجتمعنا الصحفي ، وهي موجودة بيقين. ولها رموزها التي لا تخطئها العين ، يعرفها المتابع ويتأكد منها كل يوم ، خاصة عندما تكون دوماً في اتجاه إثقال كاهل المواطنين بكثير مما يفرض عليهم لقاء خدمات ضرورية تقدم لهم أو رسوم تفرض عليهم ، وأسأل الله ألا أكون وأخي قينان منهم، ويسألني عن الدول التي تبيع الكهرباء . بأقل من تكلفة انتاجها، وانا لم أقل في كل ما كتبت ذلك، وانما قلت أن سعر منتج الكهرباء أقل من السعر الذي تبيع به شركة الكهرباء لنا منتجها، فمواطننا يدفع لفاتورة الكهرباء أكثر مما يدفعه مثله في جل دول العالم، ونحن وللاسف نرفع الاسعار بشتى الحجج حتى ولو بحجة الحد من الاستهلاك، والمتضرر دوماً المواطن، وأما أن سعر تكلفة الكيلو واط من الكهرباء هو ثماني هللات ، وتكلفة انتاجه أربع عشرة هللة، وإن كنت غير متأكد من ذلك، ولا أدري كيف تم احتساب ذلك. إلا أن الأمر هين ، فإن كان الدعم لمواطن يئن من ارتفاع تكاليف المعيشة، الذي هو في ازدياد مستمر كل يوم، لايزيد عن ست هللات فما أجدر الدولة من أن تتحمله عنه، وهي قادرة على ذلك ولاشك، رغم أن هذا يظل حتى اللحظة مجرد دعوى يحتاج اثباتها إلى دليل، وبما أني قد أجبت على كل اسئلة أخي قينان ، فلعل هذا يذهب عنه الغضب علي، ولايزال حبل الود منه ومني موصولا، فالاختلاف لايفسد للود قضية. ص.ب35485 جدة 21488 فاكس: 6407043