عندما يتابع المرء من يسمون أنفسهم بخبراء الاقتصاد وواقع الحال الاقتصادي على الطبيعة يجدهم يتحدثون عن شروحات فلسفية تنطق أرقاما بعيدة كل البعد وحال المواطن العادي اقتصاديا فى كل الاتجاهات حتى أنى ناظرت احدهم عندما سمى تلك الدردشات المنخفضة ذوقيا مع المعايير السائدة بفن المهنة، نعم وان كان ذلك فى السالب من هنا نرى التخبط التدريجي حتى أننا لو أردنا تمثيله برسم بياني لتعذر ذلك وعندما أقول هذا فانا لاابالغ لأن المواطن المنهك اقتصاديا والمحتاج لمن يدله على الطريق الصحيح خير دليل على ما أقول حتى النقاش فى بعض هذه المسائل لم يجدي لأنه فقد الثمرة الحقيقية الناضجة ولو أردنا طرح التخبط من الأساس إلى الرأس لوجدنا أن التغيير الجذري أصبح ملحا ومن المضحك حقا عندما نشاهد فئة مثقفة اقتصاديا تنادى أن المساس بالعصب الاقتصادي وفق معاييره الأساسية محرم قانونيا وأين ذهبت الشواهد التى أسقطت دولا عظمى كانت تسير خلف نظام مدروس وضع لبناته أمخاخ ماليه شهدت لها النتائج المبهرة وليس العيب هنا ولكن العيب يتركز فى الغرور والاتكالية وهذا ما اهلك الأهرام المالية التى لم يتصور أصحابها هلاكها يوما ما . إن المحك الحقيقي فى القضية أن نذهب نحن إليها لنعرف المضحك المبكى فيها لا أن ننتظر النتائج أيا كانت واثبت هذا المنحنى أن معظم متابعاتي لهؤلاء الأخوة الخبراء فى تحليلاتهم لأي قضية تخص العوار الاقتصادي نجد الحدث فيهم يتناول القضية الاقتصادية كوحدة واحدة بمعنى انك تجده يتكلم عنها من الزاوية المهنية ثم ينتقل إلى مشاكل عديدة كمشكلة الإسكان والبطالة والانحراف وغير ذلك دون ذكر المشاهد وهنا يتشتت فكر المتابع وحتى المتحدث عندما ينفرط العقد لديه يتوه فى مشاعيب الألفاظ الغير مجدية لكن المشكل الهام لدينا كمجتمع سعودي تلك البطالة التى فرضت نفسها وأصبحت الحقيقة التى يجب أن تعالج من جميع المستويات وأعنى بذلك الفرد قبل الأسرة والأسرة قبل المجتمع ولا نعفى دور النخب أيضا لإيضاح الحقائق أمام الفرد المتأثر بذلك وأقولها بالفم المليان أن الدولة السعودية وفقها الله تذخر ولله الحمد بخيرات طائلة يعود هذا بعد الله للقيادة الحكيمة منذ المبتدأ . لذلك نجد الرائي المنصف يشيد بهذا الخير العميم الذى فرض نفسه على الهيكل الاجتماعي ككل لكن الفقاعات التى تتطاير هنا وهناك بين السذج يجب التصرف معها بما يليق بها والغريب فى الأمر أنها وجدت من ينقلها حتى من المثقفين الأنصاف علما بالأمور الاجتماعية ولايشغلنا هنا هذا التشويش المفتعل عن أصول الموضوع لذا هو من باب التعريف بالدراسة الجادة ينقسم إلى قسمين يشاهد المتابع للقضية منهما بطلان تلك الدعاوى التى ما انزل الله بها من سلطان كمن يتشدق بأن السعودية درجة البطالة فيها قد قفزت إلى اعلي النسب مع أن الميزان المالي فيها ثابت فى العلو وقد رأيت احدهم يتعجب من هذا الحدث لكن لو فكر قليلا واستعرض السببين الذين سنشرحهما باقتضاب لاحقا لوجد أن جهيرة قطعت قول كل خطيب فالسبب الأول أيها الأحبة وبطله الفرد نفسه لأحجام بعض الشباب عن الأعمال الدونية ليقول كيف وأنا ولد فلان اعمل كناسا أو عامل مطعم أو طباخا أو غير ذلك ودور الأسرة والمجتمع هنا هو المسئول الأول عن هذا الخلل. السبب الثاني : هم أصحاب المهن والأعمال والشركات فى رواتبهم الضعيفة التى يصرفونها وخاصة للسعودي بحجة قلة الخبرة أو النشاط أو غير ذلك ليتيحوا الفرصة إما لأرصدتهم كي تكبر أو للوافقد بقصد أو غير قصد وانا لا أعارض عمل الوافدين فى بلدنا المضياف لكنى أعارض وبشده هذا السلوك المشين والأشد غرابة من هذا انك تجد من ينادى باستمراره هكذا دون علاج ليستمر المنهج إلى ماشاء الله وتبقى الأفواه النكرة من الجانب الآخر تصيح بالبطالة ويلتقطها المتربصون بنا ليتم تضخيمها على المسامع الخارجية وبعدها ندور فى فلك الردود. المدينةالمنورة : ص.ب 2949