لدينا وزارة تجارة وصناعة ولدينا غرف تجارية ولدينا بلديات وأمانات ومجالس بلدية وإدارية ولدينا مدارس ومعاهد وجامعات تجارية وصناعية ومهنية وغير ذلك من مناشط حكومية ،لكن السؤال الذى لايزال يطرح نفسه حتى اعتراه الملل أين تذهب مجهودات تلك المناشط وحال السوق المهني اليوم فى بلادنا يرثى له نعم أقول يرثى له ولاابالغ ومن يريد التحقيق يشرع فى نشاط عمراني آو صناعي أو اي نشاط آخر مهني وبعدها يخبرنا عن مدى الانحدار الذي سيصادفه إن هو تابع المسلك المعتاد والمسمى بالاصولى فى لغة تلك الجهات ومن ابسط الحالات التي تدلل عن ذاك المهني الذى أتيت به من ذاك السوق المهني العجيب ليعالج لك مشكلة صادفتك وليكن فى الكهرباء مثلا ففجأة وجدت نصف دارك مظلم واستعنت بعد الله بهذا الكهربائي الجهبذ ليصلح لك العطل فوجد من وجة نظره أن العطل يقع فى سلك الكهرباء المغذى من الأصل للفرع ثم قام بتغييره هكذا وبدون علم ولاخبرة من منفذ إلى آخر وفعلا بهذا أضاء لك الدار فهل انتهت المشكلة ؟ كان هذا من وجهة نظر المهني المفلس ومن مخيلته التى أنهت المشكلة حالا بإشعال الضوء وقبض الثمن وراح يتندر مع زملائه يفاخر بما صنع اليوم وبعد لحظات نرى صاحب الدار يبحث عن ذاك الكهربائي ويعجل فى طلبه لقد انطفأ نور الدار بالكامل وكاد أن يواجه كارثة لاتحمد عقباها ولولا فضل الله عليه أن جعله يدرك الكارثة فى حينها لقد حول صاحبنا الكهربائي سلك التيار الضعيف إلى منافذ تغذى أجهزة قوية كالمكيفات مثلا فاعتلت حرارة الأسلاك لدرجة الانفجار ومعلوم نتائج مثل تلك الانفجارات وقس على هذا الكهربائي السباك والنجار ومصلحوا السيارات وغير ذلك.. إذن فالمعركة المهنية المعتلة من المسئول عن استمرارها واستفحالها أيضا والله لو كان لدينا جهاز صغير متخصص فى إدارة المهن وتوجيهها الوجهة السليمة لكان خير وابقى من كل تلك الدوائر التى تتزعم خدمة المهن فى بلادنا وهى لاتفقه أبسط الحلول فما بالك بالمعقد منها والشاهد ملموس على ظهر الواقع كالمثال الحي الواقعي الذى ذكرناه سابقا . هناك من يخلط بين المنافسة وتداول المهن البسيطة ولاضير في هذا ،إن نحن أجدنا مبدأ التنسيق بينهما ولاجدل أيضا أن تبدأ الكبائر من الصغائر وهنا كان لزاما علينا الاهتمام البالغ ببدايات النمو الطبيعي لأي مهنة يحتضنها الوطن وإلا ضيعنا الكوادر وقتلنا البزوغ فى مهده ولا تفسير في المشروح طالما الواقع المؤلم يؤشر بأصابعه نحو العوار نريدها صيحة ضميرية طالما ولاة الأمر جزاهم الله خيرا لم يقصروا فى هذا السبيل وغيره طمعا لراحة المواطن وان قلنا الشروع فى التنظيم سيخالف الواقع فهذا مانبغيه، إن دل على المسار الصحيح فنحن الآن أصبحنا نغوص فى مشاكل مهنية عديدة مبعثها ليس ابن البلد الذى سلك هذا السبيل للقمة العيش بل هناك أيضا الوافدين فهم أضر من ذاك المهني السعودي بمئات المرات بل ويذوبون فى الاختفاء بعد الكارثة كما يذوب الملح فى الماء ولقد كان لي لقاء مع احد المسئولين عن هذا البلاء المنتشر فقال إننا لازلنا نحدد حصول الممتهن للشهادة التي تثبت تأهله للمهنة التى جاء من أجلها . هو في الواقع من نظر النظام الشكلي سليم لكنه فى نظر الواقع العملي ناقص ومن أهم بنوده الفحص والتأكد من إجادة المهنة وهنا بيت القصيد الذى يحكم الجميع وإذا نادينا بذلك وتأكدنا من الاقتناع فمن يكون جديرا فى التطبيق وهل يسند الأمر إلى جهة معينة أو لجنة تنسيق مشتركة أم ماذا؟ إننا نريد للسوق المهني الغارق فى فوضته والذي يعاني منه المواطن صنوف البلاء والمصائب أن ينعدل كيف وماذا ماعلينا في ذلك من سبيل إلا الرشاد لمن بيده القرار والله الموفق . المدينةالمنورة : ص.ب 2949 Madenah-monawara.com