معركة الترشيحات في المنظمات الدولية (الوكالات المتخصصة) كمنظمة التربية والعلوم والثقافة، اختصاراً: اليونسكو (UNESCO) تحتاج الى اتباع طرق الترشيح التي تنتهجها دول تأخذ في الحسبان شروط ومتطلبات الترشيح في المتقدم الى الترشيح بكل دقة حتى لا تقع في مأزق أو ورطة هي في غنى عنها لاسيما ان هناك من يختلق مبررات لا داعي لها اطلاقاً في حالة عدم الفوز بالمنصب أو المقعد الذي سيشغر، ومكانة (الدولة) السياسية والاقتصادية في المحافل الدولية بالاضافة الى ضرورة توفر فترة كافية يمكن من خلالها جس نبض الدول الفاعلة في المجال الدولي كالدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي للتأكد مسبقاً بالتأييد أو عدم التأييد بفوز المرشح. وقد تابعت ترشيحات عديدة ابان عملي في الشعبة الاقتصادية كرئيس لقسم المفاوضات - كما كان يطلق عليه معالي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الاقتصادية والثقافية الشيخ عبدالله محمد علي رضا أو قسم المنظمات الدولية فيما بعد. كما تابعت أكثر من عشرة ترشيحات للمناصب الشاغرة في الهيئات الدولية اثناء عملي كمدير لمكتب رئيس المنظمات الدولية في الشعبة السياسية لمدة تزيد عن احد عشر عاما لاحظت ان التقدم بالمرشح لا يسبقها الالمام باحتياجات (متطلبات) الترشيح. فالمرشح يفترض فيه ان لا يكتفي ان يسعد دولته في الترشيح، وانما يسعى جاهداً أولاً لمعرفة متطلبات الترشيح عن كثب سواء الاتصال المباشر أو القيام بزيارة مجاملة عبر ممثلية بلده لمقر المنظمة للاطلاع على ما يدور في داخل المنظمة وفرص الترشيح المتاحة وعلى ضوئها يتم التحرك ووضع الخطة المناسبة للفوز بالترشيح في المنظمة المطلوب الترشيح فيها مع الاخذ في الحسبان ضرورة العمل في المنظمة المراد الترشيح فيها بما في ذلك المشاركة في مؤتمراتها واجتماعاتها الدورية التي تنظم خلال السنة، ولاسيما في مقر المنظمة الرئيسي. ومن الترشيحات التي يتردد صداها في خاطري حتى اليوم ثلاثة ترشيحات تابعتها عن كثب لمن تقدمت بلده بالترشيح لمناصب شاغرة في الهيئات الدولية اثناء عملي كمدير لمكتب رئيس ادارة المنظمات الدولية فالمرشح الاول: تقدم لشغل منصب الامين العام لمنظمة الصحة العالمية لم يستوف شروط الترشيح إذْ لم يعمل من قبل في "منظمة دولية" وانما كان يعمل وزيراً للصحة، كما ان الوقت الذي تقدم فيه للترشيح لم يكن كافياً بالاضافة الى فقدان (آلية) الحصول على اكبر قدر من التأييد للترشيح لشغل المنصب وقد اعددت (خطة) للتحرك السريع، ولكن لضيق الوقت لم تنفذ بكاملها. والمرشح الثاني: شغل منصب الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليةنسكو) لم يستوف ايضاً شروط الترشيح إذْ لم يعمل من قبل في "منظمة دولية" ولم يشارك في مؤتمرات دولية، ولم يتقن اللغة الفرنسية او الالمام بها إلماماً يسمح له بالترشيح لمنصب المنظمة الشاغر كشرط رئيسي لمن يريد ان يشغل منصب "الامين العام" بالاضافة الى عدم استغلال مكانة الدولة في المحافل الدولية استغلالا تاماً سواء بالضغط على الدول الفاعلة في المحافل الدولية او الدول الصديقة على أقل تقدير بالاضافة الى نسيان (آلية) ارسال رسائل الى زعماء قادة الدول الصديقة لدعم مرشحها كمرشح وحيد في حلبة الترشيح من قبل الدول العربية والاسلامية، فخسر المرشح منصب الامين العام لليونسكو. فاز المرشح الياباني بجدارة لمنصب الامين العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة لانه مستوفٍ شروط الترشيح لهذا المنصب، فقد عمل في المنظمة ذاتها (اليونسكو) في قسم الوثائق لمدة - على ما اذكر الآن - أكثر من ثلاثة اعوام ثم عمل كسفير لليابان في باريس لمدة سبع سنوات تمكن خلالها من اتقان اللغة الفرنسية بالاضافة الى متابعته لعمل المنظمة عن كثب اثناء عمله في سفارة بلده في فرنسا. ثم تقدمت اليابان بمرشحها لشغل منصب الامين العام لليونسكو - بكل سهولة ويسر - فسرعان ما نال ودعمت الدولة ترشيحه لشغل المنصب، وعلى وجه الخصوص اتقان اللغة الفرنسية، مقر المنظمة. فهل حان الوقت لكي نعي جيداً ما يجب على مرشحينا اثناء تقديمهم للترشيح لشغل مناصب شاغرة في المنظمات الدولية باستيفاء شروط الترشيح أولا قبل التقدم باسمائهم بالترشيح في هذه المنظمات التي تأخذ بمعياري الكفاءة والخبرة، وليس بمعايير المحسوبية والمجاملة!؟ تليفكس: 6780952(02)