* الزميل الكاتب المبدع على الضفة الاخرى من هذه الصفحة علي خالد الغامدي يشجع كل من يكتب معه على الاستمرار في الكتابة خاصة لمن هم مثلي يكتبون مرة ويتوقفون اخرى لاسباب بعضها وجيهة وبعضها الآخر غير ذلك. وقد تعودنا من الزميل الغامدي ان يشد من أزر اصدقائه وزملائه من الذين احيانًا يصل بهم الطفش والزهق مبلغه من اشياء بعضها عامة وبعضها القليل ناتج عن ظروف مهنية غاية في السوء خاصة اذا عرف الكاتب الحقيقي ان مهنة الصحافة قد تعرضت في الفترة الاخيرة للاختراق من قبل فئات يكتب لها من الباطن تريد ان تتسلق عن طريق هذه المهنة لتصل إلى مبتغاها ومن ثم لا يهم ان تختفي بعد ان حققت ما تريد سواء كان ذلك منصباً او"جعولا" مادية او القبول بتصدر المجالس التي لم يكنوا اهلا لها لكن امام حياء بعض اصحاب المهنة الحقيقيين يستمر هؤلاء المرتزقون من الكتبة في اتخاذ الكتابة والصحافة جسرا لهم حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ويظهر من يكشفهم او يتوارون بمجرد ان يشعروا بان هناك من بدأ يتداول اسماءهم وينظر اليهم عند مقابلتهم بشيء من الاحتقار والاشمئزاز ولكنهم لا يبالون. الزميل الغامدي وانا لدينا لستة طويلة عريضة لهؤلاء المرتزقة الذين اقتحموا الصحافة اخيرا بالواسطة و"بالجعول" في احيان اخرى لدرجة اننا احياناً نجد في الصحيفة الواحدة اكثر من اسم لمن ليس لهم في الموضوع المطروح غير الاسم، اما الفكرة والصياغة فهي لمقاول من الباطن واحيانا تصل الينا معلومات مؤكدة تقول ان فلانا من الذين يعرفون كيف يسوقون انفسهم من كتاب الباطن لديهم زبائن مضمونون على الطريقة الاسبوعية والشهرية وايضا اذا اردت ان تكون الشهرة مستمرة فلا مانع من الكتابة لك باليوم. والحقيقة ان حكاية المقاول من الباطن لم تكن حديثة عهد وانما هي مرض ازلي مزمن ظهر منذ انشاء الصحافة لكنه في صحافتنا بدأ صغيرا واخذ يكبر مثل كرة الثلج لدرجة انه اصبح في الوقت الحاضر يمارسه الزبون اياه والمقاول من الباطن بشيء من الوقاحة عياناً بياناً لدرجة ان المقاول من الباطن لا يستحيي من استلام قيمة المقالة امام الجميع كما ان الزبون نفسه يدور منتشياً بالموضوع المنشور الذي ليس له فيه اي جهد غير اسمه على اصدقائه واحبابه قائلا: هل قرأتم موضوعي هذا الذي ناقشت من خلاله القضية الفلانية. وكثيراً ما لطمت ولطم معي زميلي الغامدي على ما وصلت اليه الصحافة من رداءة معظم ما يكتب فيها من مقالات سخيفة لدرجة تشك احياناً ان توجيه الرأي العام اصبح خاضعاً لمثل هذه المقالات والتحقيقات المتواضعة. الشيء الوحيد الذي يفرق بيني وبين زميلي الغامدي انه امام هذه الضغوط النفسية يستطيع ان يهرب بعيداً عن مطالعة بعض هذه المقالات برحلة الى القاهرة اما انا فاجلس اتجرع مرارة هذه المهازل فيما اطالعه في الصحف يومياً لأنني غير قادر على الهروب بعيداًَ وقد تكبلت بأسرة واولاد وقالون عصبي لا يرحم فهل اصبحت هموم الصحافة باعتبار اننا قضينا معظم عمرنا فيها مطروحة تأكل وتشرب معنا حتى في منامنا نحلم بها رغم وجود هؤلاء الارذال من زبائن وكتاب الباطن؟