أحزنني وأفجعني كثيرا ما طالعتنا به صحفنا في الأيام الأخيرة عن موضوع الشاب المجاهر بالرذيلة في إحدى التليفزيونات، وأخذ الموضوع تطورات نحو إجراءات قضائية ، وقرأت عن حالة الغضب في ردود الأفعال منذ أن أذيع هذا الكلام على لسان الشاب الذي هو أحد أبناء مجتمعنا، وحسب ما تابعت فإن الشاب أنكر ولديه محامي قانوني يتخذ إجراءات اتهام للقناة بتحوير الكلام والتقول على الشاب بوسائل خداع متاحة وسواء حدث أو لم يحدث من الشاب وهذا ما تثبته التحقيقات الشرعية بناء على دعاوى، فإن ما أفجعني حقا هو أن يصل الأمر إلى إذاعة كلام والجهر بالرذيلة والفاحشة إن كان حقيقة أو محرفا فالمهم أنه أذيع على مسمع ومرأى من المشاهدين الذين تابعوا القناة ولا أعرف ما هي ولا اسمها لكن المبدأ الخطير هو الجهر بالفاحشة والسوء إلى هذا الحد، فماذا يعني ذلك وماذا يضيف للمشاهد العربي رجال ونساء وشبابا وحتى أطفال، ولمصلحة من يذاع مثل هذا الكلام الذي يدخل في عداد الإفساد في الأرض إن صدر حقا من الشاب؟ وكذلك هو إفساد من المحطة التليفزيونية.. فإذا كانت المجاهرة بالفاحشة بلغت هذا الحد من الإسفاف والانحطاط في إذاعة مثل هكذا برامج فإنها تشجع شباب آخرين من أي بلد أن يحكوا على الهواء أو بالتسجيل حكايات مخجلة مخزية وتساعد على نشر الرذيلة وإفشائها وهو ما لا يصدر عن إنسان مسلم وفيه ذرة من عقل، وحتى القائمون على تلك المحطة، وإذا كان هذا أسلوبها فأين ميثاق الشرف الإعلامي العربي الذي يجب الالتزام به لصون أخلاق الإنسان على وجه العموم، ولكن الاستغراب في من يتابعون محطات كهذه ثم يغضبون مما تذيعه، فإذا كنا غيورين على ديننا وعلى أخلاقنا وحيائنا، فلماذا يحرص هؤلاء على محطات وبرامج كهذه في رأيي أتمنى لو تمت مقاضاة القناة مثل مقاضاة الشاب، فإذا كانت مقاضاة الشاب المتهم ممكنة أو بدأت في بلدنا حتى تتضح الحقيقة، فمن الذي يقاضي المحطة الفضائية ويحاسب القائمين عليها ومن قدم البرنامج ومن سمح به أيضا، حتى لا تكون قضية شاب أو فرد في مجاهرة بالرذيلة مما يقع تحت طائلة الحكم القضائي الشرعي، فلربما يخرج آخر أو تجد المحطة وغيرها ضحية أخرى شابا أو فتاة، وهذا يتطلب وقفة من المسؤولين عن الإعلام العربي وخاصة ما ينبثق عن مجلس وزراء الإعلام العربي من جهات كفيلة بالتعامل مع ما صدر عن المحطة المتهمة بإشاعة الرذيلة بكلام مثل الذي اتهم فيه الشاب، وهو أيضا إن ثبت صحة ما قيل، فلابد من تطبيق العدالة لزجر كل من تسول له نفسه إشاعة الفاحشة، وقد قال تعالى:"إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون" صدق الله العظيم إنني أقول لكل أسرة اتقوا الله في أبنائكم فهم أمانة في أعناقنا وأحسنوا تربيتهم وانتبهوا لما يتربص بهم فلا تتركوا لهم الحبل على الغارب فمن شب على شيء شاب عليه، وأخذوا بأسباب الفضيلة وربوا ذريتكم على محبة الله ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى الفضيلة وأن يتقوا الشبهات ولا تهاونوا ولا تغفلوا عنهم مع ما حرم الله فيتجرؤوا عليه، وقولي للتليفزيونات التي على شاكلة تلك المحطة اتقوا الله في شباب الأمة وقولوا قولا سديدا وكونوا عونا على نشر الفضيلة لا الرذيلة، وكفى ما يتعرض له شباب الأمة فكيف ترتضون هدمهم. وهذه وصية لقمان لابنه وجاء فيها :"يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور" حكمة: من الحديث الشريف "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" للتواصل : 6930973 02