لست في معرض المديح، بل للتبيان والتوضيح، وما احرانا ان نعرف، ويعرف القاصي والداني وعن قناعة تامة لاتشوبها شائبة، لاسيما وان التجربة والواقع هي المعلم والمؤشر والدليل بعيداً عن الانطباع الشخصي الذي يحمل تفسيران مختلفة من المعارضة والتأييد، او المخالفة والالتهام. ولنكن أكثر صراحة فيما نعايش من احداث تجعل الحليم حيرانا ونبعث على الشك والريبة لما وصلت اليه الاوضاع المأساوية في بعض اقطارنا العربية، مما يجعلنا نلهج بالدعاء الى الباري عز وجل ان يحفظ بلدنا هذا ويجعله آمنا وان يسدد خطى قائده على طريق المنعة والتقدم والرفعة والازدهار. نعم، نقولها بكلل فخر واعتزاز كلمة الحق التي تقال وينبغي ان تقال في قيادة مملكتنا العظيمة، وليس من قبيل التزلف والاطراء، ونحن نشاهد ونعايش ما نكبت به بعض الاقطار من قيادات اعماها الغرور والحكم الفردي والصنمي الابدي، وجلبت على شعوبها الموت والدمار وعدم الاستقرار، ناهيك عن التدخل الاجنبي وعودة الاستعمار والبقاء رهينة لبسط النفوذ والهيمنة بل واحتدام واستشراء المنازعات والخلافات العرقية والمذهبية والحزبية واختلاف الرؤى ومحاولات الشطب والعزل والالغاء والتهميش للمواطنين، بأساليب القمع والارهاب ومصادرة الرأي، في حين هيأت قيادتنا العتيدة الحكيمة نمو التعددية المؤسساتية بكل حرية لمختلف الاطياف العقائدية والتنوع الثقافي الذي يثري الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية. نعم، لقد حظيت المملكة العربية السعودية بهذه القيادة منذ ان بدأت بواكير الدولة السعودية، ومازال مدينا لها بما وصل اليه في كل مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعمرانية. وحيث يحسب ذلك كله لهذه القيادة الحكيمة التي بحنكتها وكلمتها استطاعت ان تزرع بذور الانصهار بين الجميع في بوتقة واحدة لحمتها المحبة وسداها الانتماء للوطن، والولاء للقيادة، فجنبت البلاد الاهوال وسوء الاحوال. ومن حق المملكة والسعوديين ان يفخروا بهذه القيادة السنية التي ما فتئت تواصل الليل بالنهار من أجل أن يتبوأ هذا البلد العظيم المرابط المكان اللائق به تحت الشمس، ويبعث على الاعتزاز حينما نرى القائد يمثل المملكة والعرب في المحافل الدولية خير تمثيل بكلماته المعبرة وخطبه الرائعة ومقابلاته الشيقة وقدرته على التعبير بلغة متقنة وسلسة ومليئة بالرؤى والنباهة وبعد النظر يعجز عنها الكثيرون من الزعماء والقادة او هي ان دلت على شيء فإنما تدل على ان القائد وسيد البلاد خير رسول لقضايا السعودية والامة العربية والاسلامية، لاسيما وانه يحمل كابرا عن كابر ألق الزعامة وروح وصدق الرسالة والهدف ومضاء الشكيمة والعزيمة. انسان بكل معنى الكلمة بعد ان عركته التجارب وورث عن ابيه واخوته الغر الميامين ما اعتبر معه سياج الوطن والذائد عنه، الصائن لكيانه وحياضه وجوده. وكم هي رائعة الخطب التي ينطقها بحلة قشيبة من الارتجال وسلامة التعبير والوضوح والشمول والاحاطة. وبعد، فلن نزيد على القول الا القول: هكذا تكون القيادة.. مدير عام وزارة التخطيط / متقاعد - فاكس : 6658393