تجربة جديدة خاضتها أربع أخوات كن في حل من القيود الزوجية والمسئوليات العائلية فقد قررن أن يُبعدن الخادمات ويعشن فترة يتمتعن بحرية الحياة "البيتية" وبعيداً عن القيود الروتينية أعطت كل منهن خادمتها إجازة بشرط الرجوع بعد الفترة المقررة لعودتها ووقع اختيارهن على البقاء في منزل إحداهن وقد غلبت سعادتهن منتهاها عندما قررن عدم الاتكال على الخادمات ولو لفترة محددة وأخذهن الحماس الشديد لإثبات إمكانية القيام بخدمة أنفسهن وبالقيام بأعباء البيت كاملة بكل سعادة وهدوء والبعد ولو لفترة عن "مُساعدة" قد سرقت من حياتهن الصحة وأبدلتها بكل وسائل الكسل العالمية من التقنيات في الأجهزة الكهربائية التي ساعدت الخادمات على القيام بكل أعباء البيت إضافة لخدمة أفراده وضيوفهم الدائمين وبعضهم معمرين! تجربة فريدة ولكن بوضعهن شروطا بسيطة أن يتعاون الجميع سويا.ً وبدأن في اليوم الأول بالدخول إلى المطبخ سوياً وقمن بطهي الطعام وتجهيز المائدة وتجهيز الشاي والقهوة بعدها وكان أول يوم هو أحلى الأيام فقد غلبت فرحة الفكرة على مشاعرهن وأدخلت النشاط على أجسادهن والسرور على قلوبهن كانت كل واحدة تقوم بخدمة نفسها ما عدا عند الطبخ كن يتشاركن في إعداد الوجبات "وبالطبع أكلاتنا تختلف عن الغرب حيث أن الغربيين يطهون أطعمتهم شياً أو سلقاً أو في الفرن أما نحن فنعد أطعمتنا شياً وسلقاً وخبزاً في الفرن وتحميراً وقلياً وكل الطرق المستخدمة في الطهي في آن واحد وفي نفس اليوم لكل وجبة كانت غداء أو عشاء أحياناً" ويتم تجهيز المائدة العامرة التي تُشبع أذواقهن جميعاً. مر اليوم الأول على أكمل ما يكون كان يتخلل قيامهن بأعمال البيت الضحك والتعليقات المرحة الساخرة أحياناً والتعبير عن كيف أن البيت بدون خادمات أنظف وارتب وأهدأ وحرية الأسرة التي انحرم منها كل بيت هن يعيشنها الآن. وجاء اليوم الثاني وبدأن التنظيف اليومي يتخلله كذلك التعليقات عن النظافة التي يظهر فيها البيت بعد الانتهاء من التنظيف، كان الجو العام يتصف بالرضاء التام للقرار الخطير" هن ممتازات "بشهادتهن مجتمعات، ويأتي دور المطبخ مرة ثانية وكل واحدة منهن تستعرض مهارتها في إعداد طبخات تُجيدها وتُبدع في طبخها ثم يتم التهامها بثناء الجميع على متعة الطبخ ولذة الأكل، ثم يأتي دور ترفيع المائدة وغسل الأواني التي تتكدس بها طاولة المطبخ وما إن ينتهين حتى يتم التفكير في وجبة العشاء ومن التي ستقوم بتجهيزها؟ عدة أيام مضت على نفس الوتيرة ثم بدأن في اختصار العشاء إلى النواشف كالزيتون والجبن وغيرها مما تكتظ بها كل ثلاجة في كل بيت. وبدأ يتأخر تجهيز الإفطار والغذاء واختفى العشاء من القائمة! وبدأ الحديث عن سلبيات القيام بأعباء البيت من تنظيف وطهي وغسل وكي الملابس والذي سيأتي ذكره في العدد القادم بإذن الله في العدد القادم.