** وصف أحد إخواننا الصحفيين قبل فترة ما قامت به أمانة جدة , في عدد من الشوارع لمعالجة ما يعرف ب ( الحفر الوعائية ) التي زاد عددها , وانتشر خبرها , وتكاثر أذاها في جدة , خلال السنوات الأخيرة , بأنه شيء قريب من وضع المكياج على الشوارع المعطوبة , ونظن انه لا بأس أن تستلهم من ذلك عنوان هذا المقال ( المكياج على وجه شوارع العروس ) في ربط يشير الى ان المكياج يظل مكياجا , سرعان ما يزول من ( أول غسله ) سواء كان على وجه ( المرأة العروس ) أو ( المدينةجدة العروس ) .. ** حتى وان كان هناك بطبيعة الحال فرق (حرفنة ) بين العملين , لصالح ( العروس المرأة ) عندما تختار إحداهن اعرق دهاقنة الماكيير - وهم او هن - ممن درس فن المكياج في أعرق مدارس هذا الفن , حيث تظل العروس ساعات طوال , فوق المقعد الخاص بهذه الحكاية , الى ان تفرغ الماكييرة من تسلسل بناء المكياج , بدء بكريم مرطب قبل الأساس , ثم الكونسيلر , فكريم التوهج الإضاءة , وكريم الأساس , وبودرة سائبة ( حرة ) فبودرة مضغوطة , وبودرة أحمر الخدود ( البلاشر ) الى بودرة أحمر الخدود باللون البرونزي مثلا .....الخ .. بينما ماكياج ( المدينة العروس ) قد لا يزيد عن ( صب) عربة من الإسفلت في الحفرة , ثم دكها لدقائق معدودة والسلام عليكم . ** قبل أيام حدثني احد الأصدقاء , وكان قادما من زيارة عمل الى عدد من دول شرق آسيا , من بينها الصين , وكان لصديقنا مداخلة , ونحن نعرج في حديث مجلس , عن مشاكل المرور في شوارع جدة , بدء ب ( تلبك ) المرور , الى ما فعلته بنا شركات (احفر وادفن) عندما حولت شوارع جدة الى ( بطانيج ) ومطبات , تحت سمع وبصر ( امانة جدة ) والتي ان فعلت شيئا , فلن يزيد عن تعقيب من (العلاقات العامة) بها ( تطبطب ) على اكتافنا , وكان الله سميع الدعاء ** صديقنا السائح والتاجر معا قال , انه ذهل مما رآه في الصين اجمالا , وفي بكين العاصمة على وجه التحديد , عندما قال انه شاهد أكثر من شارع هناك تسير فيه السيارات في أربع مسارات , المسار الأول تحت الأرض , والثاني فوق الأرض , والثالث على الجسر , والرابع على جسر فوق الجسر , وكلها تسير في تناغم يشد الألباب , فلا توقف ولا ( تعطل ) ولا أبواق مزعجة , ولا ضغوط نفسية للعابرين بسياراتهم , ولا حكاية ( احفر وادفن ) وأولادها من المطبات والهبوطات والتكسيرات , وإنما شوارع مثل الزبدة الدنماركية !! . ** وبالصدفة كنت اقرأ أيضا وفي ذات السياق , هذا الكلام الذي انقله هنا على عهدة كاتبه .. يقول : الكل يعلم أن المليار والمئتي مليون نسمة هم عدد سكان الصين ، والكل يعرف أن العاصمة الصينية بكين يتجاوز عدد سكانها ال 15مليون نسمة.. ولكن حين تسير في شوارع بكين , قد لا تكاد تشعر بهذا العدد المهول من السكان , والذين يتحركون في كل اتجاه وبسرعات مختلفة ، ويستخدمون كل أشكال وأحجام وسائل النقل المختلفة , في الوقت الذي يشعر فيه الإنسان الذي يمر فيه هذه الأيام بشوارع مدينة جدة الرئيسية , بأنه يكاد يخرج من ثوبه , ويفقد أعصابه , ذلك أن أقصر مشوار تقطعه من بيتك إلى عملك لا تتجاوز مدته الطبيعية ربع ساعة , إلا أنك لا تستطيع بسبب الاختناق المروري الشديد , من أن تقطعه بأقل من ساعة , حينها تتعجب كيف يخطط الآخرون مدنهم , وكيف استطاعت الصين أن تحل مشكلة الزحام ، بينما لا تملك إلا أن تتعجب كيف تمت تخطيط مدينة جدة , ولماذا لم يؤخذ بالاعتبار كل فرص التوسع والتمدد السكاني والعمراني , ماذا نقول ونحن نقارن بين مدينتين وسكانهما - بكينوجدة ؟ . ** وبقي هنا ان نقول نحن في الختام : أن ما تقوم به أمانة جدة في مسالة اهتمامها بازالة الحفر والمطبات هو جهد مشكور , ولكنه يظل حتى الآن ( محدودا ) .. ونستسمح ( الامانة ) في تأجيل أن ( نرفع لها القبعة ) لبعض الوقت , حتى تريحنا من آخر حفرة في شوارع ( العروس ) !! . [email protected]