نجاح الحياة الزوجية في عصر ممتلئ بالكثير من التحديات والإغراءات هو الحوار الذي يقوم على أسس قوية ومفعمة بالحب للآخر وتمني الخير له، والحوار هو حديث بين طرفين يكونان فيه متكافئين ومن نتائج الحوار الزوجي الناجح التقارب الروحي والنفسي والانسجام العاطفي الذي يؤدي بدوره إلى حياة مليئة بالسعادة والطمأنينة بالإضافة إلى ما يغرسه في الأبناء من حب للحوار وتعلمٍ لأسسه من مدرسة الأسرة السعيدة المتحابة التي تحل مشكلاتها بالحوار وتلاحق أفكارها بالمشاركة الفكرية الناضجة. والسؤال الذي لابد من طرحه هنا ماهو حال الحوار في أسرنا هل هو مرفوع أم «مسدوح» وهل يلعب دوره في رسم الحياة الأسرية أم هو معدوم ولا وجود له أصلا أم أنه أداة مطاطة يستخدمها كل من طرفي الحياة الزوجية لفرض دكتاتوريته المصبوغة بالحوار وذلك يحصل في الحوار الذي يديره أحد الزوجين ويصل لنتائجه لوحده ولا يقبل من الآخر أي تغير أو تعديل أو إضافة؟ وقد أثبتت دراسة إحصائية أعدتها «لجنة إصلاح ذات البين» في المحكمة الشرعية في بيروت العام 2006 أن انعدام الحوار بين الزوجين هو السبب الرئيس الثالث المؤدي إلى الطلاق. وعليه فلابد من تعلم أساسيات الحوار الزوجي الناجح ومن أسس الحوار الناجح أن يكون الطرفان فيه متكافئين وأن يشيع فيه جو الحب والوئام والأمان ولابد أيضا معرفة معوقاته لتفاديها ومنها الاتهام واللوم وكثرة الجدال والاستهزاء. وللأسف عندما نتأمل واقع الحوار في حياتنا الأسرية نجد أن من الأزواج من يحمل اللهفة في تبني فكرة الحوار في بداية الحياة الزوجية، ومع مرور الأشهر والسنين وإنجاب الأطفال تتغير الأمور وتخف تلك اللهفة وربما تعدم إلى غير رجعة، أو يتحول الحوار إلى حوار الطرشان أو حوار الذئبان إذ تغيب عنا ثقافة وإسلوب الحوار الهادئ والناجح ويغلب علينا الصمت أو الغضب الذي يحول الزوجين إلى أشخاص ثقيلي الظل، ويندر إصغاء أي طرف إلى الآخر للتوصل إلى اتفاق مشترك وحكيم. ولوضع الحلول لهذه القضية الحساسة لابد من تبني وزارة التربية والتعليم وكذلك مؤسسات المجتمع المدني تدريب الشباب على أساليب الحوار الزوجي الناجح وآلياته ولا بد أيضا من الاهتمام بالمقبلين على الزواج والمتزوجين حديثا وخصوصا أن المتزوجين حديثا يعانون من اختلاف الثقافات والتربية وغيرها من أمور تدفع بالحوار بعيدا فلا بد من الصبر ولا بد من الحوار الحوار الحوار. الوسط البحرينية