قبل حوالى خمسة عشر عاما في مناسبة عائلية حضرها فضيلة الشيخ د. جميل احمد ظفر (الذي هجر الاجتماعيات حتى العائلية الا ما كان ضرورياً بمعنى الكلمة) وكان احد الحاضرين يتكلم عن جريدة الندوة المكية فسألت د. جميل عن رأيه فيما اكتب، فرد بصوت منخفض جداً (انني مبسوط مما تكتب فلا تخرج عن المكيات وخاصة الذكريات القديمة) وفي مناسبة حضرتها بجامعة أم القرى ذكرت لمعالي الاستاذ د. عبدالوهاب أبو سليمان الفقيه المؤرخ العالم الجليل ذلك فقال انني اؤيد ما قاله الاستاذ د. جميل ظفر. وقبل اكثر من عام طلب مني فضيلة الشيخ المكرم عبدالعزيز عرفة السليماني (المتخصص في الجرح والتعديل) والذي يخوض في غير تخصصه بما يفتح الله عليه ان اكتب عما كان عليه الناس - ايام زمان - فرددت عليه (إن ذلك يقتضي نبش المخزون وصفاء الذهن وتسلسلا طويلا) فقال (انني اعرف ان في سجلاتك الكثير وحتى تجد الوقت المناسب نقبل منك القليل المتيسر ونعتبره منك كثيرا) ولان الشيخ عبدالعزيز وهدفه (تعريف الابناء بما كان عليه الآباء) ارصد قصيدة قرأتها قريبا بعنوان الوجه المشرق: كن باسماً ان صار دهرك علقما وحلاوة ان صار دهرك ارقما ان الحياة حبتك كل كنوزها لا تبخلن على الحياة ببعض ما من ذا يكافح زهرة فواحة او من يثيب البلبل المترنما لو لم تفح هذي وهذا ما شدا عاشت مذممة وعاش مذمما ايقط شعورك بالمحبة ان "غفى" لولا الشعور الناس كانوا كالدمى احبب فيغدو الكوح قصرا نيرا، وابغض فيمسي القصر سجنا مظلما لو تعشق البيداء اصبح رملها زهرا وصار سرابها الخداع ما والهُ بروض الورد عن اشواكه وانس العقارب ان رأيت الانجما. والكشف عن الوجوه المشرقة للازمات والشدائد تربية ربانية وتوجيه الهي (وعسى ان تكرهوا وعسى ان تحبوا) والسعادة في البساطة، ورزقكم في السماء وما توعدون، والرضا بما قسم الله وقدر فيه الخير كل الخير والقناعة كنز لا يفنى، ومن قنع شبع، وسلم تسلم، واذا لم يكن ما تريد فكن واقعيا وارد ما يكون، ففي الحديث القدسي الشريف (يا عبدي سلم لي فيما اريد فإن لم اتعبتك فيما تريد ولا يكون الا ما اريد).. ولا أعني بما قدمت القعود عن العمل فالسماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وفي الاثر انك إن تذر ورثتك اغنياء خير من ان تذرهم عالة يتكففون بالناس والسعي مطلوب (ورزقكم في السماء وما توعدون) وحب التباهي غلط وخير الامور الوسط (وكذلك جعلناكم امة وسطا) ومن سنن الطبيعة عدم السير على وتيرة واحدة لعدم الافضاء الى الملالة واسمحو لي يا كرام والحمدلله في البدء والختام. فاكس: 5601991