صديق لي يقول ان زوجته تعتقد انه لا يتمتع بالراحة أو بالنوم وأن ذلك ينعكس على صحته. وتقول نحن لانراه إلى على مائدة الطعام أو نائماً نوماً سريعاً غير مريح وباقي ويومه يقضيه في مكان عمله. ولايتمتع بالراحة الا في الاجازات وخاصة إذا كان في مكان خارج نطاق الهاتف الجوال و اصبح ذلك شبه مستحيل لان الهاتف الجوال نطاقه غير محدد فهو يعمل في جميع دول العالم. في استبيان لأكثر من 10000 شخص من الطبقة العاملة بينت المعلومات ان اكثر من ثلثهم يعملون اكثر من طاقتهم و ان فقط 12% لايؤدون عملهم على الوجه الكامل ويتغيبون بسبب النوم. هناك الكثير من المعلومات تشير بوضوح على أن الاجهاد في العمل وعدم التمتع بالنوم الكافي يؤثر سلبا على سير العمل فهو مكلف بسبب قلة الانتاج او الحوادث أو الاصابات أو المرض. مع ان الكثير من الناس يعتقد ان زيادة ساعات العمل والسهر وعدم التمتع بالنوم الكافي يساعد على زيادة الانتاجية. ولو استطعنا ان نحسب الانتاجية لوجدنا ان انتاجهم اقل من تمتعوا براحة ونوم عميق مريح. الكثير من الاشخاص الذين يعشقون العمل وينامون اقل من كافيتهم وهذا بالطبع يؤثر على سير العمل وعلى الانتاجية كما له تأثير مباشر على حياتهم اليومية. لابد أن نعمل لعلاج عاشقي ومدمني العمل لان الاجهاد في العمل قد يؤدي الى الحزن والاكتئاب وعدم المبالاة وفقدان التعاطف وسرعة الاستثارة واضطرابات النوم والكوابيس والمشاكل الصحية مثل الصداع وآلام المفاصل والاسهال. وهناك الكثير من الاقتراحات التي بينت انها تعالج هذا النوع من الامراض ومنها التوقف عن العمل من وقت الى آخر مثلا يوم واحد في الاسبوع. التمتع باجازات قصيرة لا تتجاوز ثلاثة ايام وتتعتبر فترات راحة واستجمام الزامية ويفضل ان تكون خارج بلد الاقامة للتغير . مثلا ثلاثة ايام كل ثلاثة اشهر . محاولة الاجتماع مع الاسرة والاصدقاء دوريا. واستخدام اساليب الاسترخاء مثل التأمل والاستماع الى القرآن أو الموسيقى . واخيرا ممارسة الرياضة مثل المشي والسباحة وغير ذلك. أستاذ علم أمراض النساء والولادة كلية الطب والعلوم الطبية جامعة الملك عبد العزيز بجدة [email protected]