بكل تقدير واهتمام تابعت مضامين الحلقتين اللتين نشرتهما مجلة "اليمامة" في عدديها الصادرين بتاريخ 29 ربيع الآخر 1430ه وتاريخ 7 جمادى الأولى 1430ه عن مشوار حياة معالي الدكتور محمد عبده يماني من بداية مراحل تعليمه حتى حصوله على الدكتوراه في الجيولوجيا من جامعة كورنيل في الولاياتالمتحدةالامريكية . كما تحدث معاليه عن حياته العملية ومنها سنوات عمله وزيرا للإعلام . ولاشك ان مشوار حياة معاليه حافل بالجهد والعطاء والاخلاص . وقد اتسم حديث معاليه بالموضوعية والمصداقية ووصف الاحوال والظروف الاجتماعية على حقيقتها وبساطتها في عقود مضت من القرن الرابع عشر الهجري الماضي. كما اشاد بجهود العاملين المخلصين الذين عملوا معه في المجالات والمرافق التي تولى ادارتها ومنها وزارة الاعلام. وبحكم عمله سابقا وزيرا للإعلام فهو خير من يعرف ويقيم اوضاع المؤسسات الصحفية وظروفها. وماواجهته بعض الصحف من تعثر بسبب محدودية الامكانات وتراكم الديون، وعدم الانسجام والتعاون الفاعل بين الادارة والتحرير. وضمن حديث معاليه عن اوضاع بعض الصحف ذكر جريدة "البلاد" بقوله : " البلاد قيض لها الله الآن مجموعة من الرجال يدعمونها والآن تتحسن تدريجياً كما ان رئيس التحرير الجديد الاخ علي حسون مجتهد هو والفريق الذي معه ويحاول أن يطور .. الخ. وما ذكره معاليه واقع ملموس بفضل الله ثم بفضل جهود اعضاء المؤسسة والمسؤولين عن التحرير, وجدية التفاعل والتكامل بين الادارة والتحرير. وهذه الصحيفة الرائدة جديرة بأن تكون في طليعة الصحف اليومية المحلية فهي اول صحيفة يومية صدرت في المملكة، وكانت ملتقى رواد الفكر والأدب ومنطلق اصحاب المواهب الادبية الذين اصبحوا فيما بعد من اصحاب الاسماء اللامعة في مجال الصحافة والادب. وقد وصف معالي الدكتور محمد عبده يماني الاستاذ علي حسون بعبارة "رئيس التحرير الجديد" وفي تقديري أن المعنى الاصح هو " رئيس التحرير الحالي" فالاستاذ علي حسون ليس جديداً على جريدة "البلاد" بل والصحافة السعودية ككل. ومن قبل أن تستقطبه جريدة "البلاد" كان يشغل منصبا مرموقا في جريدة "المدينة" ثم انتقل الى جريدة "البلاد" وشغل منصب مدير التحرير وعمل مع اربعة اشخاص تعاقبوا على رئاسة التحرير .وكان له دوره الفاعل في استمرارية جريدة "البلاد" في اداء رسالتها الوطنية والثقافية والاجتماعية حسب الامكانات المتاحة. وتقديرا لكفاءته وجهوده وخبرته الصحفية تم اختياره منذ بضع سنوات رئيسا لتحرير "البلاد" ومازال يواصل جهوده لتحقيق ما يطمح اليه من التجديد والتطوير المنشود. كما أشاد معالي الدكتور محمد عبده يماني بنجمين من نجوم الصحافة هما الدكتور هاشم عبده هاشم والدكتور عبد العزيز النهاري بقوله : " عندما كنت مديراً للجامعة اخترت الدكتور هاشم عبده هاشم لعكاظ لأن الرجال التفوا حوله ودفعوا مبالغ كبيرة ودعموا عكاظ وحولوها الى مؤسسة اقتصادية ثقافية تحقق اليوم ارباحا كبيرة وتنافس في توزيعها صحفا كثيرة .. اما البلاد في اول الامر عندما جاءها الدكتور عبد العزيز النهاري قد بدأت ولكن الدعم كان قليلا والامكانات محدودة فلم يستطع ان يلحق بالركب فانتقل الى موقع اخر.والان ترك العمل الصحفي وتفرغ .. الخ. والجدير بالذكر ان الدكتور عبد العزيز النهاري لم يترك العمل الصحفي إلا بعد ان عمل نائبا لرئيس التحرير في جريدة "عكاظ" وبعد استقالة الدكتور هاشم عبده هاشم اصبح الدكتور عبد العزيز النهاري "رئيس التحرير المكلف " في جريدة "عكاظ" لمدة اكثر من سنة حسب ظني ثم صوت مجلس ادارة عكاظ بالاجماع على ترشيحه لرئاسة التحرير ، ولكن الترشيح الذي استحقه الدكتور عبد العزيز النهاري لم يتحقق وصدر القرار المغاير لذلك. ومن يملك الصلاحية يقرر ما يريد. ولكن ما يدعو للاسف ان مؤسسة عكاظ لم تودع الدكتور النهاري ولو بكلمة تعبر عن التقدير لجهودة المخلصة. كما لم نسعد بكلمة حق عن عطاء واخلاقيات الدكتور عبد العزيز النهاري من اي محرر او كاتب من كتاب "عكاظ" حتى نشعر ان هناك من يحفظ الود والوفاء.