بدأت علاقتي بضيف هذه الزاوية من سنوات بعيدة.. الاستاذ إياد أمين مدني وزير الاعلام السابق ابن المؤرخ والأديب والصحفي الرائد أمين مدني "يرحمه الله" كان في أيامها - كاتباً يشار إليه بالبنان في عكاظ ثم تولى مسؤولية العمل بعد ذلك مديراً عاما لعكاظ .. وجاءت دعوة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير في هذا الوقت يدعو فيها رؤساء تحرير الصحف المحلية لزيارة عسير وحضور افتتاح "فندق البحيرة" السياحي الذي اقيم على احدى الربوات العالية في مدينة ابها وكان تقريبا هو الفندق الوحيد في هذا الوقت ال 5 نجوم .. وفي ظل الدعم السياحي للمنطقة وتنشيطها سياحيا كان اهتمام الامير خالد الفيصل بدعوة هؤلاء الاعلاميين الكبار لحضور حفل افتتاح هذا الفندق السياحي ومتابعة ما يحدث في عسير من انجازات ونظراً لارتباطات الدكتور هاشم عبده هاشم مدير تحرير البلاد في هذا الوقت ومرض استاذنا الشيخ عبد المجيد شبكشي فقد رشحني الدكتور هاشم عبده هاشم للقيام بهذه الرحلة بدلا منه وكانت الصحبة مع مجموعة من الكبار الاستاذ اياد مدني الدكتور عبدالله مناع ومعه الدكتور عمر يحيى الاستاذ رضا لاري الأديب الكبير عبدالله الجفري "يرحمه الله" الاستاذ يوسف دمنهوري "يرحمه الله" والاستاذ احمد محمود رئيس تحرير جريدة المدنية في هذا الوقت ومجموعة اخرى من الادباء والمفكرين لا أذكرهم الآن. في هذه الرحلة تعرفت عن قرب على معالي الاستاذ اياد أمين مدني هادئ الطباع قليل الكلام لا يتحدث كثيرا .. في بريق عينيه تشعر بكثير من الذكاء ، وكانت هناك في تلك الرحلة مناقشات جادة وقوية وبالذات ما يطرحه الاستاذ رضا لاري من آراء وافكار وكان وقتها يتولى رئاسة تحرير عكاظ، وفي هذا الوقت كانت تداعيات رحلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات الى القدس مازالت مطروحة وكان أغلب النقاش بين مؤيد لهذه الرحلة وآثارها وهو الكاتب الصحفي رضا لاري ومعه آخرون وبين معارضين لهذه الرحلة . وهناك فريق الوسط من هذه الزيارة، المهم كان استاذنا رضا لاري هو الأعلى صوتاً في هذه الرحلة ولكن بخفة دم حقيقية ويكفي أن "ينكشه" الدكتور عبدالله مناع صديقه الكبير بإحدى تساؤلاته لينساب الاستاذ رضا في طرح وجه نظره حتى لو خالفت الآخرين. عرفت وقتها معالي الاستاذ إياد أمين مدني.. وتركنا الدكتور هاشم عبده هاشم مدير تحرير البلاد ليعين بقرار من وزير الاعلام الدكتور محمد عبده يماني رئيسا له وعكاظ. وسألت الدكتور هاشم عبده هاشم الذي قاد العمل في عكاظ قرابة العشرين عاماً أو يزيد عن سر نجاح هذه المطبوعة السعودية وهذا التألق الذي حققته فقال لي الرجل ببساطة لولا وجود الاستاذ اياد أمين مدني معنا كمدير عام لعكاظ لما حققنا فيها هذا النجاح فالمدير العام الرجل المثقف الواعي الكاتب الصحفي الشهير يعرف كل مكنونات العمل الصحفي ويدعم مطالب التحرير فوجدنا مكتبا لجريدة عكاظ في القاهرة فقط يتكلف مليون ريال ووجدنا هذا المبنى الطموح والشباب المؤهل والرواتب المجزية للصحفيين فنجحت الجريدة بفضل التعاون الوثيق بين المدير العام ورئيس التحرير .. وانتقل معالي الاستاذ اياد مدني للعمل وزيرا للحج وبذل في هذه المهمة اقصى ما يستطيع من جهد وتابعته في المشاعر المقدسة وهو يطلب من مسؤول مؤسسات الطوافة الاهتمام بالحاج وحل كل مشكلاته. وحدث تشكيل وزاري فاذا بالدكتور اياد أمين مدني يتولى مسؤولية وزارة الثقافة والاعلام بمعنى انه عاد الى رحاب الثقافة والاعلام بدأ منها منذ تولي رئاسة تحرير صحيفة سعودي جازيت في يوم من الايام .. واستمر عملي الصحفي اتابع نشاط الدكتور اياد مدني في وزارة الاعلام وعندما كان يراني في بعض المناسبات المهمة للوزارة كانت تفاجئني ابتسامته وحسن استقباله لي و"أهلاً بالعمدة" أيام لا تنسى مع ضيف هذا اللقاء. [email protected]