أكد عدد من الإعلاميين أن رحيل وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد عبده يماني خسارة كبيرة للوسط الإعلامي بكافة فئاته، مشيرين إلى أنه كان من أكثر وزراء الإعلام دفاعا عن حقوق الإعلاميين ووقوفا بجانبهم ودعما لهم، وأشاروا إلى أنه «كان يتعامل مع الصحافيين المبتدئين كاخ لهم وليس كوزير». وذكروا أنه كان صاحب الأولويات في كثير من الأمور الإعلامية، حيث سن كثيرا من المبادرات عندما كان وزيرا للإعلام، وكان أول من نقل جلسات مجلس الوزراء في الصحافة، كما كان أول من دعم ذهاب رؤساء التحرير مع الملوك في زيارتهم الرسمية. تسجيل مذكراته كشف ل«عكاظ» الدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير «عكاظ» الأسبق عن انتهاء الفقيد من كتابة الجزء الأكبر من ذكرياته قبل وفاته بيومين، مبينا أن مؤسسته الإعلامية أشرفت على إعداد مذكراته، حيث فرغ من الجزء الأكبر من ذكرياته، وكان من المقرر أن يستغل إجازة الحج في كتابة ماتبقى من الذكريات والمواقف، ولكنه لم يعلم ما يخبئه القدر فانتقل إلى الرفيق الأعلى قبل أن يكمل مشوار ذكرياته التي تشمل الجوانب الشخصية والوظيفية والفكرية. وأضاف «تجمعني بالراحل الكبير مجموعة من الذكريات، فعندما كنت في جامعة الملك عبد العزيز وكنت أعمل أثناءها في صحيفة المدينةالمنورة قدر لأسرة جامعة الملك عبد العزيز أن تلتقي بالملك فيصل لقاء أبويا، وقد التمست من يماني الإذن بحضور اللقاء لست كإعلامي وإنما كأحد منسوبي الجامعة، وقد وافق على ذلك، ولم اتخلص من أعباء المهنة فنقلت مادار في الجلسة بحذافيرها وكان ما كان، أما الموقف الآخر الذي جمعني به فهو تدارسه معي إمكانية الانتقال من وظيفتي في نيابة رئيس تحرير البلاد إلى صحيفة عكاظ كرئيس التحرير في عام 1401ه وأسعدني ذلك وتم ماتم في هذا الصدد واستمريت كرئيس تحرير في «عكاظ» إلى عام 1428 ه، حيث كان خلال هذه الفترة الموجه والمعين في أن تأخذ الصحافة حقها المكتسب». واستطرد «كان يماني من أصحاب الأولويات والمبادرات، فقد فاجأ الجميع منذ اليوم الأول من استلامه الوزارة في نشر تقرير موسع عن جلسات الوزارة، وقد واجه أعباء ومعاناة أعرفها شخصيا، فقد كان نشر تلك التقارير مصدر معاناة له على مدار 24 ساعة من قبل بعض المسؤولين، وعندما التقى بالملك خالد (رحمة الله عليه) بارك خطوته ودعمه وأصبحت اليوم تقليدا يأخذ به جميع الوزراء». الدفاع عن الحقوق ورأى رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الإعلامي خالد المالك، أن الراحل يماني كان يستشعر مسؤولية العمل الإعلامي بحكم اهتمامه ككاتب ومؤلف، مشيرا إلى «أنه كان دائما ما يدافع عن حقوق الصحافيين ويلتمس العذر لما يواجهونه في الوزرات». ولفت إلى أن الراحل هو أول من بدأ بالاجتماعات الدورية مع رؤساء التحرير للتواصل والتشاور ومناقشة القضايا المستجدة على الساحة المحلية والعربية والعالمية، وأول من بدأ بتزويد الصحف بمايجري في مجلس الوزراء حيث سن خطة جديدة بناء على التداول بينه وبين رؤساء التحرير، وكان ينشر مايستجد من قرارات ومايهم المواطنين. ونوه المالك بحرص يماني على دعوة رؤساء التحرير إلى منزله لتبادل الرأي ووجهات النظر، موضحا أنه أول من ساهم في ذهاب رؤساء التحرير مع الملك وولي العهد في زياراتهم الرسمية وهو أمر لم يكن موجودا من قبل. وذكر المالك، أن الفقيد الراحل كان يتعامل مع الإعلاميين بشكل عام كزملاء وليس بوصفه وزيرا مما ضيق الفجوة بين الإعلام الأهلي والرسمي، لافتا إلى أن الوزير بعد رحيله لم يختف عن المشهد العام، بل استمر في الحضور سواء عبر التدريس أو الحضور الإعلامي والاجتماعي في كافة المناسبات والأنشطة. وقال المالك: إن الراحل لم يكن لديه فراغ على الإطلاق؛ لأنه تفرغ للكتابة والتأليف والتواصل مع وسائل الإعلام، وأضاف «في اليوم الذي أصيب فيه بالجلطة كان قد بعث لنا في الظهر بمقال عن مبادرة الملك عبد الله لتقريب وجهات النظر بين العراقيين وتوفي قبل أن يطلع منشورا في صحيفة الجزيرة رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ». شخصية مشاعة ووصف الإعلامي والكاتب علي الرابغي الدكتور محمد عبده يماني، بالشخصية المشاعة وصديق الكل الذي لايبالي صغيرا وكبيرا فهم لديه على الحد سواء. واسترجع الرابغي ذكرياته مع الراحل بقوله «زاملته في الجامعة في الرياض فكان متفوقا عبقريا في دراسته وفي أخلاقه وفي نفاذ رأيه، ثم عندما كان في جامعة الملك عبد العزيز استضفته في برنامج في الإذاعة فواجهته بتهمة أنه يدير الجامعة بالواجهة الإعلامية فلم ينزعج ورد بلطف وهدوء، مضيفا أن الراحل كان سباقا في تكريم الأدباء والمثقفين وكان رياضي الروح والفكر والمنهج. ورأى الرابغي أن الراحل صنع نقلة نوعية في الإعلام بعد استلامه حقيبة الوزارة، فأتاح للقدرات الشابة الفرصة لتشارك في هذا التغيير النوعي، وقال الرابغي : «كتب في الصحيفة مطالبا بتغيير موعد نشر الأخبار من الساعة الثانية إلى الساعة الثانية والنصف بحيث يتاح للموظفين أن يروا ويستمعوا لنشرات الأخبار وبالفعل فقد استجاب لطلبي في المقال، وأصدر قرارا بتحويل نشرة الأخبار إلى الموعد الجديد مما يدلل على سعة صدره واستجابته للآراء دون ملل أو تذمر». محب للجميع وبنبرة حزينة قال رئيس تحرير «البلاد» و«عكاظ» الأسبق الدكتور عبد العزيز النهاري، أن الراحل كان له اليد الطولى في ترشيحه لرئاسة تحرير البلاد خلفا لعبد المجيد شبكشي بعد سنة من عودته من أمريكا. وأضاف «كان يدعمني ويشجعني منذ أن كنت طالبا في جامعة الملك عبد العزيز وكصحافي مبتدئ، وزادت سعادتنا عندما أصبح وزيرا للإعلام، حيث كان من أكثر وزراء الإعلام دعما للصحافيين ومدافعا عن حقوقهم». ويواصل النهاري سرد ذكرياته مع الراحل بقوله «اتصل بي قبل وفاته بيوم وسألني عن سبب غيابي عن المناسبات الاجتماعية والإعلامية، ونصحني بالحضور والمشاركة في كافة الأنشطة، بل ألح بحضوري في ندوة عن الإعلام والحج، كما لا يفوتني أن أشير إلى دعمه لي طوال فترة عملي في دلة وشبكة ART فقد كان والدا لنا جميعا وصديقا قريبا منا». ظاهرة اجتماعية متميزة عبد الرحمن السدحان فقد الوطن ليلة الإثنين الماضي راية من راياته، هو الصديق الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق، بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجاز في خدمة هذا الوطن، بدأ بكرسي الجامعة أستاذا في كلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز ثم وكيلا لوزارة المعارف، فمديرا لجامعة الملك عبدالعزيز، قبل أن يكلف بحقيبة وزارة الإعلام في عام 1395ه، ليخدمها بضع سنين، ثم يترجل عن جوادها في عام 1403ه متقاعدا، ليمارس شؤونا شتى، العملي منها والأدبي والإنساني، وقد كرس معاليه جزءا ضافيا من وقته لأغراض إنسانية واجتماعية نبيلة وخاصة في مجال (إصلاح ذات البين) واستقطاب المساعدة لذوي الحاجة، كما استثمر جزءا من وقته في القراءة والتأليف، ناهيك عن بعض المشاركات الصحفية المتفرقة. وكان معاليه، إلى جانب ذلك، ظاهرة اجتماعية متميزة يعمر بحضوره ومشاركاته نواحي متفرقة من الحراك الديني والثقافي والاجتماعي، لايكاد يغيب نجمه عن مناسبة فرح أو ترح أو شأن أدبي أو ثقافي! وقد شرفت بالجلوس إلى جواره خلال حفل افتتاح سوق عكاظ هذا العام في محافظة الطائف، ورعاه حضورا ومشاركة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل (حفظه الله) أمير منطقة مكةالمكرمة، نيابة عن سيدي خادم الحرمين الشريفين أيده الله، وقد أتحف معاليه سمعي بأحاديث وذكريات حميمة عن بعض رفاق الدرب الذين زاملهم أو عاصرهم خلال فترة عمله الوزاري، وفي مقدمتهم الفقيد العملاق الدكتور غازي القصيبي طيب الله ثراه، إذ تزامل الفقيدان في مجلس الوزراء سنوات عدة، وجمعت بينهما هواجس مشتركة يتصدرها حب الوطن وعشق الشعر، ورقة اللسان وحضور البديهة وشفافية الوجدان! وقد هالني اهتمام واحتفاء معاليه بشعر الدكتور غازي القصيبي حفظا لكثير منه واستشهادا به، كما تعمر ذاكرته رحمه الله (إخوانيات) شعرية خفيفة أبدعتها قريحة زميله معالي الدكتور غازي القصيبي، في مواقف متفرقة ولد بعضها تحت قبة مجلس الوزراء، وكان معاليه (يتحاور) أحيانا مع غازي إما نظما (من بنات شعره) أو استشهادا من موروث الشعر العربي، وخاصة مما أبدعه (أمير الشعراء) في كل العصور أبو الطيب المتنبي.. وقد تمنيت على معاليه ذلك المساء خلال احتفال سوق عكاظ أن يدون ما كتب هو أو قال أو قرأ أو سمع من سجال شعري مع الدكتور غازي، قد تكون مادته أهلا للنشر يوما في كتاب! ولن أنسى قط مشاركته اللافتة في تأبين الصديق وزميل الهم الوزاري، معالي الدكتور غازي القصيبي رحمه الله ضمن احتفال مهيب بمركز الملك فهد الثقافي قبل نحو شهرين تقريبا، برعاية كريمة من مركز الشيخ حمد الجاسر، حيث تحدث معاليه بإسهاب جميل عن مواقف وذكريات جمعته بضيف الشرف لذلك الاحتفال، العملاق الغائب الحاضر الدكتور غازي رحمه الله، وقد اكتست بعض تلك المواقف والطرف غلالة من المرح، ووجدت في تلك المشاركة طيفا أخاذا ازدان به حضور معالي الدكتور يماني ذلك المساء، لا تكلف فيه ولا غلو وكان يسرد ذكرياته عن القصيبي بتلقائية حميمة فتحت له أسماع وقلوب الحاضرين.. واستدرت إعجابهم به. وبعد .. فرحم الله أبا ياسر معالي الدكتور محمد عبده يماني، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه ومريديه الصبر والسلوان، (إنا لله وإنا إليه راجعون). مثقفون مصريون ل «عكاظ» : عطاء الراحل المتنوع ثمرة انفتاحه العلمي والثقافي هناء البنهاوي القاهرة نعى مثقفون ومبدعون مصريون رحيل المفكر الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق، ووصفوا رحيله بالخسارة الفادحة للمشهد الثقافي العربي والإسلامي ،معتبرين أن مسيرته العلمية والعملية والإنسانية ستظل حية نابضة بما أنجز من علوم ومعارف خدم بها وطنه وعالمه العربي والإسلامي. ولفت أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية جعفر عبد السلام إلى أن رحيل يماني خسارة كبيرة، قائلا: «نواسي أنفسنا في مصر والعالم العربي والإسلامي في فقيد المملكة المفكر الدكتور محمد عبده يماني الذي غيبه الموت عن عالمنا بعد حياة حافلة بالعطاء العلمي والفكري والكثير من العمل النافع سواء من خلال تلاميذه في حقل التدريس الجامعي أو في ميادين الإعلام والفكر والثقافة والإبداع الأدبي.. رحمه الله رحمة واسعة ونفع الأمة الإسلامية بما بذله من جهد في نصرة دين الله ونصره نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم». وأضاف عبدالسلام «إن خسارتنا بفقد الدكتور محمد عبده يماني فادحة، لأنه أحد أعلام العصر الذين تنوعت مجالات عطائهم لوطنهم وخدمة دينهم وأمتهم الإسلامية، وهذا العطاء المتنوع كان ثمرة من ثمرات انفتاحه العلمي والثقافي والديني، مبينا في ذلك منهجا دينيا وسطيا أسوة بمنهج الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، ولذلك اكتسب نعمة الحب والتقدير من كل المتعاملين معه». وزاد أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية «أعتقد أن هذا الحب كان حافزا لفقيدنا في مواصلة العمل الدؤوب في التواصل مع الناس عبر العديد من النوافذ وهو ما كان يتجلى في حرصه على حضور المراكز والمحافل الاجتماعية والمنتديات الأدبية والمجالس العلمية واللقاءات الثقافية والكتابات الصحافية، وتعزيز العمل الاجتماعي». وسلط عبدالسلام الضوء على جانب آخر من حياة الفقيد قائلا: «في تقديري أنه يكتسب أهمية قصوى، وهي أنه رغم انشغاله بالعمل العام في خدمة الناس لم يقصر يوما عن التعلم والتعليم ليس فقط خلال الفترة التي قضاها في جامعة الملك سعود وتدرجه في مناصبها حتى صار وزيرا للإعلام، ولكن حرصه على البحث والدراسة والفكر كان شاغلا أساسيا في مسيرة حياته، فلم تشغله مجمل مسؤوليته العملية عن مواصلة البحث والدراسة والتفكر والإبداع، وهو ما عبرت عنه مسيرته في إنجاز أكثر من 35 كتابا وبحثا علميا متنوعا في ميادين العلوم كالجيولوجيا والأدب عبر العديد من المؤلفات الإسلامية، وكذا القصصية والروائية والبحث العلمي، وخلص عبدالسلام للقول: «لعل عزاءنا في رحيل الدكتور يماني هو ما تركه من بصمات علمية وفكرية في حياتنا المعاصرة تستفيد منها الأجيال العربية والإسلامية في كل مكان». رئيس اتحاد كتاب مصر وأمين عام اتحاد الكتاب العرب الأديب محمد سلماوي، أشار إلى «أن الدكتور محمد عبده يماني واحد من أبرز رموز الإبداع الفكري والإعلامي والأدبي في المملكة وبرحيله فقدت المملكة والعالم العربي قامة فكرية كبرى عسى الله أن يعوضها ويعوضنا بفقده ما أنجزته قريحته من مؤلفات متنوعة سعى الفقيد من خلالها إلى نشر الوعي بأهمية الفكر الثقافي والإعلامي في المملكة، وأثرى المكتبة العربية بالعديد من الدراسات العملية المهمة التي ستظل نابضة بحياته بعد رحيله عن عالمنا». واستطرد سلماوي «في تقديري أن الذاكرة السعودية والعربية لن تنسى الأيادي البيضاء للفقيد وبصماته المتنوعة في حقول العلم والمعرفة والإعلام، فهو كإعلامي ساهم في وضع لبنات الإعلام السعودي الحديث، وهو كمثقف واع ساهم بدوره في نشر ثقافة العلم والمعرفة في الجامعات السعودية وكوزير للإعلام نشر فكر الوسطية والاعتدال والانفتاح على العالم، وهو كباحث انتصر لحقه الإنساني في التزود بالمعرفة الشاملة في حقول المعرفة العلمية والثقافية بمعناها الشامل. وأضاف «لعلي أقف في السياق عند مؤلفاته العلمية، مثل الجيولوجيا الاقتصادية، والأطباق الطائرة بين الحقيقة والخيال، ونظرات علمية حول غزو الفضاء، وغيرها لكي أرصد مدى حرص الفقيد على أهمية نشر آفاق العلم في مجتمعاتنا العربية». واستحضر سلماوي نتاج الراحل الأدبي، قائلا: «على الجانب الآخر فإنني أقف أمام إنتاجه الأدبي لأرصد قدرة عميقة على الإبداع وإيمان الفقيد بدور الإبداع الأدبي في تشكيل وعي المجتمع المعاصر وذلك عبر رواياته ومجموعاته القصصية والتي من بينها «امرأة من حائل»، و«اليد السفلى» وغيرهما. عميد جمعية الوسطية للغة العربية الدكتور عبد الحميد إبراهيم، قال: «رحيل الدكتور محمد عبده يماني خسارة للمشهد الثقافي العربي وللمكتبات العربية التي طالما أثراها بمختلف مجالات العلوم والثقافة، فقد كان رائدا في الإبداع عن الخيال العلمي، ورائدا في التعبير عن قضايانا العربية المعاصرة، آخذا في أدبه الانفتاح على الحداثة الأدبية.» واستطر إبراهيم «لكني أقف بصفة خاصة عند مؤلفاته الخاصة بالسيرة النبوية وفي حب رسول الله، وغزوات الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وأتصور أنه أكمل مشروع حياته بجانب العلمي والأدبي منها، بالدفاع عن قضايانا الإسلامية عبر قلمه الذي انتصر فيه لديننا الإسلامي ولحب رسول الله عبر العديد من المؤلفات (رحمه الله رحمة واسعة)». الدمع الأحمر شعر: مصطفى زقزوق في فقيدنا الغالي الدكتور محمد عبده يماني، في صلاحه، وتقواه، وأخلاقه، ومكارمه التي لا يمكن أن ينكرها إلا جاحد، ونسأل الله بكرمه أن يمن عليه بالفردوس الأعلى من الجنة.. إنا لله وإنا إليه راجعون: ما الموت إلا سنة بين الورى فهو القضاء محتما ومقدرا خطب دهانا هل منام ما أرى أم أنه حلم تمثل في الكرى لكن أرى وفد الحجيج ملبيا أو طائفا ومهللا ومكبرا في الحج مات محمد ودموعنا بكت العيون عليه دمعا أحمرا يا ذلك الإنسان في تحنانه لبست عليك حدادها «أم القرى» ولسوف يذكرك الزمان وأهله فيضم للتاريخ ذكرا عاطرا ولقد كتبت مآثرا ومدادها مسك يخالط في العبيق العنبرا فاهنأ برحمة من يمن بفضله والله للعبد الشكور مبشرا