ترددت كثيرا في الكتابة تحت هذا العنوان، وأسباب ترددي انني احد من يعرفون هذه الاسرة الكريمة ونسبها المتصل بحبيب الله المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، ويكفيني شرفاً أن شهادتي الدراسية عن اتمام الدراسة الابتدائية بخط خطاط العارف المربي الكبير عام 1362ه سعادة الشيخ حلمي وبتوقيع مدير المعارف العام السيد محمد طاهر الدباغ، وشهادة كشف درجات اختبار نهاية العام 1359/ 1361ه بالسنة الدراسية الثالثة فصل ج بتوقيع السيد الشريف احمد العربي مدير المعهدين، وايضا كشف درجات الاختبار النهائي في العام 1399/ 1363ه بالسنبة الدراسية الاولى من مدرسة تحضير البعثات (ناجح) موقعة من السيد الشريف أحمد العربي. وكانت البداية بمدرسة الفلاح بالقشاشية (ثلاثة سنوات تحضيرية وكانت الابتدائية تسع سنوات امضيت منها اربعة ثم توقفت على اثر ظروف مرضية - عشرة شهور - حيث كان العلاج بالطب اليوناني ويرحم الله الاستاذ المؤرخ العسكري الاديب عمر عبدالجبار الذي مر يوماً أمام دكان الوالد يرحمه الله فرأني قاعد في ركن الدكان أعمل عراوي وأزارير البدلات العسكرية فسأل والدي (ليش يا عم عمر ما يروح المدرسة ولدك عبدالرحمن؟) فذكر له الاسباب فقال فقال ائذن لي اتكلم مع الولد فرد عليه - ولد يا اخ عمر - فأخذني من يدي ومشيت معه وعند باب المدرسة العزيزية فرق بازان الشامية قال لي اختبار السنة السادسة الابتدائية يبقى عليه شهرا وانا سوف اطلع معاك الآن ونقابل المدير السيد علوي شطا يرحمه الله وان شاء الله باجتيازك الامتحان تطلع قلعة جبل هندي سنة اعداية وبعدها لك الخيار في التوجه اما المعهد او تحضير البعثات. فقلت له الذي تراه وكان ذلك وزاملت اخي محمد وابن عمي عبدالرحمن اسماعيل خياط شهرا ونجحنا جميعاً وطلعنا الى القلعة التي امضيت فيها احلى سني عمري الاعدادية ثم الاولى والثاني "تحضير البعثات" عاودتني السخونة التي ردتني الى الدكتور بشير الرومي والدكتور سلطان بخش زبدة الحكماء ستة اشهر وتزوجت بعدها ودخلت ميدان مهنة ثم التطريز. وأعود فضلاً الى تسطير شيء من مسيرة استاذ الاساتيذ السيد محمد طاهر الدباغ الذي عينه جلالة المؤسس طيب الله ثراه مديراً للمعارف وفي عهده نشطت فكرة الابتعاث ثم فكرة استقدام الاساتذة من مصر واول بعثة قدمت من مصر اربعة مدرسين ورئيس هو الاستاذ محمد رشوان عام 1375ه يرحمه الله واحتفلت بهم المعارف في بهو فندق مصر بأجياد وحضر الحفل كبار رجالات الدولة والقيت الكلمات الترحيبية بالوفد ثم ألقى رئيس الوفد كلمته التي كرر فيها (جئنا لتعليم ابناء مكة) فطلب مدير المعارف من الشيخ الاديب الشاعر الاستاذ ابراهيم داود على كلمة رئيس الوفد بما يناسب وعرف الشيخ ابراهيم ما يقصده فاستأذن لنظم قصيدة أحسبها ثمانية عشر بيتاً مطلعها (تلفت اسالها ما الخبر، وفيم الدلال ومم الخضر؟) وهكذا كان عهد السيد محمد طاهر الدباغ عهد تأسيس وعمل. وكان كل اساتذة المعهدين المكيين 100% اضيف اليهم تلك الصفوة من مصر العزيزة واحتفلت جامعة ام القرى بسعادة السيد عمر طاهر الدباغ في مساء 27 - 28/ 2 / 1427ه وشهدت الاحتفالية حضورا لافتا ومميزا اذ كان المحتفى به من رواد التعليم الذين خدموا مكةالمكرمة خاصة والوطن ككل والسيد محمد طاهر الدباغ كان سابع من تولى ادارة المعارف في العهد السعودي بعد كل من (السيد صالح شطا والشيخ كامل القصاب والشيخ ماجد كردي والشيخ حافظ وهبة والشيخ محمد امين خوجة والشيخ ابراهيم الشوري) وبعد فترة السيد الدباغ كان فضيلة الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع، وبعده تحولت مديرية المعارف الى وزارة وكان اول وزير لها صاحب السمو الملكي الامير فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه.. وبين يدي الكتاب الذي كتبه الاستاذ د. محمد الجودي عضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة (1429ه - 2008م) وكانت ولادة السيد محمد طاهر بمكةالمكرمة في 15/ 4/ 1308ه ووفاته بمصر بتاريخ 18/ 7/ 1378ه ودفن بها والشكر للسيد طلال الدباغ لاهدائي نسخة من الكتاب. والذكر للانسان عمر ثانٍ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فاكس 5601991