ثقافة التسول عنوان مقال للكاتبة (عزيزة مانع) المنشور في جريدة عكاظ بالعدد (15438) الثلاثاء: 4 ذو الحجة 1429ه الموافق 2 ديسمبر "كانون الاول" 2008م على صفحة (الرأي) السابعة عشرة الذي لا يعبر على ماجاء في متن المقال إذْ خلطت فيه الكاتبة بين ما يرمي اليه الشاعر، وبين تسول الكتّاب والادباء والشعراء،فالشاعر نظر إلى الانثى كأنثى تطرب للثناء والمديح لانها من طبيعة بني جنسها من النساء اللواتي يملن إلى العاطفة إلى اللين إلى الرقة إلى النعومة. اما الرجل فيجنح إلى العقل إلى الخشونة إلى الحكمة بعيداً عن اللين والرقة النعومة. استشهدت الكاتبة بقول الشاعر احمد شوقي: _خدعوها بقولهم حسناء، والغواني يغرهن الثناء). الغواني جمع غانية، المقصود بها هنا المرأة الغنية بحسنها وجمالها عن الزينة، أي جمالها وحسنها يظهر بدون تزين أو مكياج وهن في الغالب يشكلن أقلية في جمع من النسوان قصدهن الشاعر اللواتي يغرهن الثناء والمديح لحسنهن ولجمالهن. فالشاعر لم يعمم على كافة نساء الارض وانما اختار فئة معينة منهن اللواتي يتصفن بالحسناء والجمال هن اللواتي يطربن للثناء والمديح لانهن حسناوات وجميلات. فلا علاقة اطلاقاً لبيت لاشاعر بثقافة التسول التي قصدت الكاتبة الاستشهاد به كمدخل للتسول الثقافي الذي اشارت اليه وهو طلب الكتابة عن شخص ما بالثناء عليه أو مديحه مقابل مادي أو معنوي أو وظيفي وغالباً ما يلجأ اليه الكاتب غير الموهوب يستجدي الآخرين من أجل تلميع كتاباته أو صورته أو فنه أو عمله. اختار بعض ما جاء في متن المقال للتدليل أولا ان الكاتبة - هداها الله - تستخدم دائماً التعميم في معظم ما تطرق اليه من قضايا، وعلى الخصوص قضايا علاقة الرجل بالمرأة، وقد سبق ان نوهت على ذلك في مقالات عديدة. وها هي تكرر (التعليم) في ثقافة التسول في التاريخ العربي بأسره إذ تقول: (في التاريخ العربي يعد التسول بالمديح جزءاً من الثقافة العربية منذ الجاهلية إلى يومنا هذا)! المفروض ان تقول الكاتبة: وفي التاريخ العربي يعد التسول بالمديح أحياناً جزءاً من الثقافة العربية الجاهلية إلى يومنا هذا.. الخ بإضافة كلمة أحياناً قبل كلمة جزء. واما في ثقافة التسول الذي هو مدار متن المقال تشير الكاتبة إلى اذا كان (المتسولون) يوظفون مواهبهم الادبية للحصول على المنفعة المادية (المالية) من خلال الاطراء المزيف لمن يملكون مصادر القوة (المال) فإن الممدوحين هم أيضاً انتقلت اليهم عدوى التسول، فصار بدورهم يتسولون الثناء والإطراء عن طريق العطاء والبذل، وأصبح (العطاء) ضدهم وسيلة لاستدرار الثناء بل اضحى مربوطاً بما يثمر عن شهرة وحمد وتمجيد، فباتوا عندما يدعون إلى فعل الخير لا يقومون الاعمال لذاتها أو بمقدار ما تحققه من نفع عام، وانما هم يقومونها بمقدار ما تعود به عليهم من إطراء وثناء وحمد، فيمنحون أكثر، وينشطون للبذل والعطاء. والسؤال الذي يدطرح نفسه في هذا المقام: ما العلاقة بين قول الشاعر: خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء وثقافة التسول الذي يلجأ اليها الكتّاب والادباء والشعراء غير الموهوبين الذين يستجدون الآخرين من أجل تلميع كتاباتهم أو صورتهم أو فنونهم أو أعمالهم أو افعالهم!؟