التحولات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم تتطلب اليقظة والحكمة في مايخص البلاد للاحتفالات مظاهرها وجواهرها , وجوهر الاحتفال بعيدنا الوطني الثامن والاربعين, وعيد التحرير الثامن عشر وقفة مع النفس , اوصانا بها سيدي سمو الامير حفظه الله ورعاه, ففي الوقوف مع النفس فرصة للتأمل , تتيح الاتكاء على الذاكرة لاستعراض ما مضى من احداث ومواقف , والتفكير بعمق في التحديات التى تواجه راهننا , و بناء تصورات لمستقبل بلدنا واجيالنا المقبلة . ولا تخلو ذاكرة كويتي من قصص نجاح راكمتها الاجيال لكي تكون شاهدا على الجد والتفاني في خدمة الاهل والوطن, ذلك المعمار الدقيق للعلاقة بين الانسان والمكان في بلادنا قصة بحد ذاته , تلتقي فصولها عند عطاء متبادل لم يبخل فيه طرف على الاخر , ليكبر الإنسان بمكانه , ويكبر المكان بإنسانه . بفهم عميق لهذه العلاقة اجتهد الكويتيون جيلا بعد جيل في مراكمة لبنات مباركة لوطن تنعم فيه الاجيال اللاحقة برغد العيش . وكلما عدنا الى ملحمة العطاء هذه نجد فيها جديدا , نرويه مرة اخرى , و يؤخذ منه المزيد من العبر, تلك الملحمة من العطاء المتواصل كان عمادها على الدوام تواد الكويتيين , وتراحمهم , وشعورهم الجمعي بوحدة الحال , والحرص على الوصول الى بر الامان , وسط العواصف العاتية . والحاجة الى استلهام روح ملحمة البناء والعطاء ليست رهينة وقت مضى , او آخر يأتي , هي قائمة على الدوام , لترشيد سلوكنا اليومي , والوقاية مما قد توقعنا فيه النفس الامارة بالسوء, فالبناء عملية مستمرة لا تتوقف , والحفاظ على الانجازات يتطلب مواكبة منجزات العصر , وللدخول في المتاهات , والتأخر عن مواكبة التطورات التي يشهدها العالم اثار على الشعوب , يدفع المواطن فواتيرها الباهظة من مستقبله, والتحولات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم والمنطقة تتطلب اليقظة والحكمة والاداء العقلاني تجاه كل ما يخص البلاد والعباد. في العيد الوطني الثامن والاربعين , وعيد التحرير الثامن عشر لا يسعنا الا نقف مع النفس , ونرفع اسمى ايات التهاني الى سيدي سمو الامير , وسمو ولي العهد, وسمو رئيس مجلس الوزراء , والعرفان بما يقدمونه لشعب معطاء يستحق العطاء . سفير دولة الكويت لدى الأردن السياسة الكويتية