همست في أذنه قائلاً: يقولون إن لديك خمس سيارات متنوعة.. وبدون أن ينظر إليَّ رد قائلا: أبدا ليست خمساً بل سبعٌ ومن أنواع متعددة.. وأخذ يعدد تلك الأنواع من الأمريكي إلى الياباني والألماني إلى الإنجليزي ويعطي تعريفاً لتاريخ كل نوع من تلك السيارات.. ولا أكتمكم لقد شعرت بالحزن يغمرني لكوني أجهل هذه الأنواع من السيارات وصاحبي كفاني من ذكر أرقام مبالغها لأنه اعتمد على فهمي وتقديري الأمور". تذكرت هذا الذي سبق وقرأته بعد أن فاجأني "صاحبي" بما هو عليه من إدعاء عجيب في معرفة كل شيء فاذا قيل فلان من الناس يملك عمارة أخذ يعدد عدد العمارات التي يملكها في الداخل وفي الخارج. وإذا ما تحدث أحد في الأدب فهو الأديب الذي لا ينازع.. وإذا ما تطرق الحوار إلى التاريخ.. فهذا يعني أنه تعرض لجزء من تخصصه فيحدثك عن تاريخ الأمم الغابرة والقادمة ويخلط لك تاريخ الآشوريين بالكلدانيين أما إذا ما كان الحديث عن الفن والفنانين فإنه ينطلق في سرد أسماء الفنانين والفنانات ولا يرف له رمش وهو لا يفرق بين رابح صقر ومحمد عبدالوهاب.. ولا بين راوية القرعة وبين ليلى علوي.. أما في الموسيقى فهو يحفظ كل المقامات في السلم الموسيقي ومع هذا لا يعرف البنجكة من البياتي.. وعليك أن تستمع إليه وهو يسرد عليك أصحاب هذا اللون من الفنانين فلا تستغرب إذا ما صب في أذنك بأسماء ليس لها وجود في عالم الوجود. "وغداً نكمل"