سؤال مهم جدا والأهم ان نجيب بكل صدق وشفافية إذا أردنا تحقيق المطلوب وهو منع هذه الموجة العارمة من الاستمرار فمن يبقى إذا رحلت الخبرات دون سبب نظامي. من وجهة رأي وحسب خدمتي في حقل التعليم الذي لا تزرعه إلا ذوات الخبرة والكفاءات التي من المفروض ان تراعي البذور وتحرص على سقايتها بالأدب والعلم. في رأي ان هناك عدة أسباب: 1 كثرة البرامج المطلوبة والاعمال وما هناك من تعليم وتدريب بأنواعه لا يتسع الوقت لانجازه كله في آن واحد. 2 كثرة المعاملات الورقية المطلوبة والمتكررة فما ان ترفع الموظفة راسها بل قبل ان تنتهي من المطلوب الأول وعلى وجه السرعة حتى يأتي المطلوب الثاني ثم الثالث فترمي القلم وتنهض من مكتبها ان كانت وكيلة أو مديرة بلغ بها الأمر نهايته، وان كانت معلمة فأعان الله الطالبة التي قد تفرغ فيها المعلمة شحنتها ان كانت ممن لا يخاف الله والباقي تحمله الى المنزل وهكذا لا راحة في المدرسة ولا في المنزل والسبب الضغوط. 3 عدم تقدير الموظف من قبل الرؤساء فللأسف أصبح الأمر سيطرة وليس احتواء، ان انت نفذت المطلوب دون نقاش فهنيئا لك انت المقربة وان حاورتي (ولا اقول جادلتي) فأنت المشاغبة والدرجات بأيدينا. 4 من ضمن الاسباب معيار الحصص الموضوع من سنين لا نسمع من المشرفات او مسؤولات ألا عبارة (نصاب المعلمة 24 حصة) عجبا من تلك السنين لم يتغير الأمر رغم ان هناك حصص احتياطي، نشاط، ريادة، برامج منفذة... الخ. فمتى ينجز المطلوب بالصورة المطلوبة فوقت الدوام لا يكفي ووقت الفراغ في المنزل لا يكفي.. (وإذا اردت ان تطاع فاطلب المستطاع). 5 قد يستغرب البعض ذكري لهذا السبب (التلوث البيئي). فبعض الموظفات لا يتيسر لهن النقل ويقبعن لسنوات في مدارس تحرق بقربها النفايات أو هناك تلوث في المياه المستخدمة قد يؤدي الى اضرار صحية ولا مجيب لنقل الموظفة أو لتحسين أوضاع المدرسة، فتلجأ الموظفة للتقاعد اة النقل الى منطقة أخرى هربا من كل شيء وطلبا للراحة في احدى القرى او المدن الصغيرة وتحمد الله على ان نقلت المنطقة بأسرها. 6 ايضا سبب رئيسي هو سوء المعاملة من قبل بعض الرؤساء.. قد تعاني المعلمة من المديرة وقد تعاني المديرة مما بعدها وهكذا يصبح الأمر تسلط امرأة على أخرى (وكفانا الله الشر) ولا ننكر وجود هذا الأمر فالميدان يزخر للأسف بشخصيات من هذا النوع الا من رحم ربي وينسى القائد ان الكرسي تكليف وليس تشريفا وان هناك ربا عظيما سيحاسبه على كل ما يصدر منه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. طلب مني ذات مرة رأي بكل صدق وهذا ما لدي نسأل الله ان يجد ما ندلي به من آراء الخير الكثير والعمل لما فيه المصلحة فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.