من قبل قسمت المدخنين إلي ثلاث مجموعات: مجموعة المدخن السعيد الذي يرى سعادته في السيجارة ولايفكر مجرد التفكير في هجرها, ومجموعة المدخن العنيد الذي يعرف آثار التدخين عليه ويشعر بتآكل صحته بسببها , لكنه متمسك بها, ثم مجموعة المدخن المريض الذي يتمنى في كل لحظة أن يتحرر من التدخين لكنه يخاف ألا يستطيع جسمانيا التوقف بسبب الآلام ونفسيا خوفا من الفشل في محاولته.. وأنا أخاطب مدخن المجموعة الثالثة وأقول له مخلصا: لاتخف , فملايين قبلك كانوا مثلك ونجحوا, وأنت أيضا تستطيع النجاح. وقد شرحت لك أمس لماذا شعور المدخن بالصداع والزغللة وعدم التركيز وكل الأعراض المختلفة التي يشعر بها المدخن عادة بعد التوقف عن التدخين.. والذين يفشلون سبب فشلهم تصور أن هذا سيكون حالهم إلى الأبد إذا امتنعوا عن التدخين بينما هي فترة أيام محدودة وضرورية حتى يشعر الجسم بتوقف التدخين فيبدأ في إنتاج النيكوتين الطبيعي الذي يحتاجه الجسم و يعدل المزاج.. وبالتالي فإن معركة التوقف عن التدخين في حقيقتها معركة مع فترة الانتقال هذه المحدودة التي يعيش فيها المقلع بدون نيكوتين.. فإذا فهمت ذلك وتأكدت أنها ليست نهاية الدنيا وإنما بداية حياة جديدة كلها صحة ونشاط وحيوية وثقة بالنفس فسوف تنتصر. تذكر أصحابك الذين قتلهم التدخين.. تذكر ملايين المدخنين في غرفة العناية المركزة وفي عيادات الأطباء.. هؤلاء عندما بدأوا لم يكن هناك من ينبههم, بل على العكس كان المدخن يجد من يشجعه.. اليوم اختلف الأمر.. وجريمتك مع التدخين أصبحت مضاعفة.. ففي كل الدنيا أصبح معروفا ماذا يفعل التدخين في صحة المدخن, وهناك حرب معلنة ضد التدخين, في الطائرات, في المستشفيات, في المطاعم, في المواصلات, في محطات المترو في90 في المئة من الأماكن أصبحت القاعدة ممنوع التدخين.. والمدخن شخص غير مرحب به.. وهم لم يفعلوا ذلك عبثا إنما لأن النتائج الحية للمدخنين والأبحاث والدراسات كلها أكدت أن التدخين هو أسوأ اختراع توصلت إليه البشرية.. ويجب تخليص البشرية منه.. وأنت أيضا تستطيع لمصلحتك.. لنفسك.. لصحتك..لأولادك الذين يشيحون بوجوهم من رائحتك.. لمستقبلك.. إنه قرارك أنت وخيارك أنت فأحسن الاختيار... الأهرام المصرية