نجحت المملكة في تنظيم المرور من شرقها إلى غربها. إن مشاكل اليوم هي مشاكل ضئيلة إذا قورنت بمشاكل الماضي العملاقة أهمها السرعة، وسير سائق السيارة بسيارته ممسكاً بالهاتف الجوال بيد وممسكاً بالأخرى قيادة السيارة وتصادف كثيراً من السائقين يرفع رجله اليسرى الى قرب مقود السيارة، أو واضعاً طفلاً عليها.. ورغم ان نظام المرور يعاقب على هذه التصرفات عقوبات شديدة غير ان التطبيق ضعيف أو يكاد يكون معدوماً.. وسيارات أخرى تسير في الشوارع وحالتها الصحية معدومة لعدم وجود الأنوار الخلفية أو مكسرة أو مصدومة ورفارفها تهتز من الخلل، ورغم هذه العيوب ترى هذه السيارات تحمل لوحات جديدة يعني انها مرت على مهندس المرور للكشف عليها.. مع أن في إدارات المرور مهندسين لهم خبرتهم وتجاربهم وعلمهم قادرين على كشف الاخطاء في السيارة ويفكرون في المستقبل البعيد، هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى تقع مسؤولية ثانية على المواطن والمقيم.. اذ كيف يسمح المواطن في هذا البلد لنفسه بقيادة سيارته بيد واحدة ويحمل الهاتف الجوال بالاخرى مستهتراً بالنظام وبأرواح الآخرين، يتكلم بالهاتف وفكره مشغول بالمكالمة.. وربما يسرح فيها، ويفاجأ بسيارة امامه او بطفل يقطع الشارع فتقع الكارثة. وهنا يمكن لأفراد المرور في المملكة تنفيذ تعليمات نظام المرور في هذا الشأن وان يضعوا اوقاتاً لشن حملاتهم على هذه التصرفات بين وقت وآخر. وان يرسموا صورة دعائية اولا عبر الصحف المحلية وقنوات التليفزيون، وتدخل هذه التجربة التوعوية للمواطن والمقيم على حد سواء بدلا من ان نفاجأ بمشاكل لا تحمد عقباها مستقبلا فتصدمنا او تتجاوزنا فلا نستطيع معالجة الأمور. مطلوب من المرور أن يعد برامج لهذه التوعية الجديدة على ضوء ما يراه المسؤولون في ادارات المرور، مطلوب من المواطنين والمقيمين ان يستعدوا او ينصتوا الى هذه التوعية بكل اهتمام وجدية فهذه الأمور مهمة جدا ينطلق منها المواطن، والانطلاق يحتاج الى مجهود، وعلم وتجارب.. فلنبدأ من الآن برسم صورة المستقبل، لننطلق الى دنيا السلامة والرخاء فالغد جميل بشرط ان نعرف من الآن كيف نصل اليه.. وكيف نعيش فيه.. بقيادة السيارة بكل احترام لحياتنا وحياة الآخرين.. وياليت هذه الافكار تأتي بتلميع الوجوه القديمة لقيادة السيارات التي غطاها تراب الزمن.. فليتولَّ كل مسؤول مسؤوليته تحت شعار " ننطلق من جديد ". مكة المكرمة