في خبر نشر بصحيفة عكاظ في 30 12 2008 " عنوانه " تدريب 30 شابة على صناعة الصابون من زيت الزيتون" مضمون الخبر كما هو واضح من العنوان قيام جهاز السياحة بمنطقة الجوف بإطلاق دورة لمدة شهر لتدريب 30 شابة على صناعة الصابون بالطرق التقليدية والحديثة من زيت الزيتون في محافظة دومة الجندل، وأشار المدير التنفيذي للجهاز إلى أن الدورة شهدت إقبالا شديدا من قبل الشابات الراغبات تعلم حرفة صناعة الصابون، وأنه تم إختيار صناعة الصابون من زيت الزيتون لتوفر الزيتون في المنطقة التي تنتج 50 ألف طن زيت سنويا من 13 مليون شجرة، وقال أنه يجب إستغلال جميع الفرص للإستثمار في هذا المنتج، وقال أيضا أنه بعد إنتهاء الدورة وإتقان المتدربات لصناعة الصابون يتم توجيههن لكيفية إستثمار تلك الحرفة من خلال الإقتراض من بنك التسليف والعمل على إنشاء مصانع خاصة، إنتهى. جميل جدا، ما هذا الإبداع، بعد إنتهاء تلك الدورة المكونة من 30 شابة سيكون لدينا 30 مصنع صابون، وفي خلال سنة سنجد أكثر من 300 مصنع، وخلال 10 سنوات على أساس الخطة العشرية سيصل الرقم إلى ما يزيد عن 3000 مصنع صابون أي في كل حارة مصنع صابون، سنتزعم العالم في صناعة الصابون ونحتكر تصديره، بمعنى آخر سنعمل على تنظيف العالم من الشوائب والأوساخ وللأسف أن ولاية جورج بوش قد إنتهت قبل تنفيذ هذا المشروع، وسنعمل على تغيير سلوك الفرد بالإتجاه إلى إستهلاك زيت السيارات بدلاَ عن زيت الزيتون للفول والآكلات الآخرى، وسنوفره وبكميات تجارية كبديل "إضطراري" والذي يقوم مقامه وبسعر أقل، يا سادة يا كرام ما هذا الهراء!! هل وصلنا إلى هذا الحد من الإستهتار بمقدراتنا والإستخفاف بعقولنا البشرية، هل نحن بهذه السذاجة فعلا، الصابون سلعة ليست نادرة ومتوفرة بكميات هائلة وبأسعار متدنية جدا في كل مكان من العالم فهل نحن بحاجة لهذه الصناعة، وهل إهدار المادة الأساسية النادرة نسبيا وهى زيت الزيتون لكي نصنع مادة غير أساسية وليست نادرة هي غاية أملنا، هذا الخطأ بعينه، 13 مليون شجرة زيتون كلفتنا المال والجهد الكثير لزراعتها ثم نوجهها لصناعة الصابون، كم أستنفذت من مخزوننا الإستراتيجي للمياه، الدولة بعد تطبيق سياسة (الأمن المائي قبل الغذائي) أوقفت مشاريع زراعة المحاصيل بعد أن أنفقت عليها مبالغ طائلة تعد بعشرات المليارات لأنها تستهلك كميات كبيرة من المياة مثل الحبوب والأعلاف ، وعلى سبيل المثال كانت قد أنتجت من القمح تحديدا 2،5 مليون طن وحققت الإكتفاء الذاتي، ولكن لأن أزمة نقص المياه تتزايد مع الزيادة السكانية، رأت الدولة أنه من الأفضل إيقاف تلك المشاريع للمحافظة على ما تبقي من مخزون المياه، خصوصاَ أنه ليس لدينا أنهار ولا يهطل علينا الكثير من الأمطار، وبعد ذلك يستمر مسلسل هدر المياه في كلام وأفكار ومشاريع فاشلة ونحن في القرن الواحد والعشرين.. إلى متى!! [email protected] 02// فاكس 6602228