اعتبر أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز، أن مهرجان الزيتون من أكبر وأنجح المهرجانات التي تشهدها السعودية. وقال فهد بن بدر عقب افتتاحه مهرجان الزيتون الرابع في مركز الأمير عبدالإله الحضاري في مدينة سكاكا ليل أول من أمس، إن المهرجان أسهم في تنمية اقتصاد المنطقة، من خلال تسويق المنتج بشكل كبير وبوقت قياسي، مضيفاً أن الجودة العالية التي يتمتع بها منتج الجوف من زيت الزيتون أسهمت في زيادة الطلب وسرعة التسويق. من جانبه، قال رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان الزيتون أمين منطقة الجوف المهندس محمد بن حمد الناصر، إن اسم المنطقة ارتبط بهذه الشجرة المباركة، «فلا يكاد يذكر اسم الزيتون إلا وتتبادر للذهن منطقة الجوف على رغم الوقت القصير الذي مضى على انطلاقة الدورة الأولى». وكشف الناصر عن ارتفاع أعداد أشجار الزيتون بمقدار ثلاثة ملايين شجرة، ليصبح عددها في المنطقة أكثر من 13 مليون شجرة زيتون، تنتج ما يزيد على 70 ألف طن من الزيتون سنوياً و50 ألف طن من زيت الزيتون. بعد ذلك تجول الأمير فهد بن بدر داخل أجنحة الأسر المنتجة، واستمع من مدير جهاز تنمية السياحة في المنطقة حسين الخليفة إلى شرح عن مشاركات هذه الأسر والتي تضم أكثر من 200 أسرة. وقال إن سيدات الجوف شاركن في المعرض بمنتجات أكثر من حرفة يدوية، مثل: المأكولات الشعبية، السجاد والمنسوجات اليدوية، صناعة صابون زيت الزيتون، صناعة زيت الزيتون والزيتون المخلل، واستخراج نبات السمح. وأعلن الأمير فهد بن بدر عن تخصيص سوق متخصصة للأسر المنتجة على مدار العام، على أن تكون يومين من نهاية كل شهر ومن دون مقابل. و يفاخر أهالي منطقة الجوف بأن أراضيهم هي الموطن الوحيد في العالم لزراعة النخيل والزيتون معاً. وحتى قبل نحو 30 عاماً لم تكن الجوف تعرف زراعة الزيتون، وحين أحضرها الزارعون الأوائل من الأردن كان يُتوقع لها الفشل في التأقلم مع البيئة الصحراوية. أما الآن فإن المنطقة تقيم مهرجاناً سنوياً لتسويق إنتاج 13 مليون شجرة زيتون تُزرع في أكثر من 12 ألف مزرعة في المنطقة، وتُنتج نحو 50 ألف طن من زيت الزيتون. وما لا يعرفه الذين توقعوا فشل زراعته أن تاريخ زراعة الزيتون في الجوف يعود إلى ملايين السنين، وهذا ما أكدته الدراسات الأثرية التي أشارت إلى وجود أشجار متحجّرة من الزيتون في أماكن عدة في منطقة الجوف. واستطاع مزارعو الجوف نقل الطبيعة «الحوض متوسطية» إلى قلب الصحراء، بل ومنافسة منتجات دول البحر المتوسط، إذ لا يعرف كثيرون أن زيت الزيتون ينتج في منطقة الجوف بكميات تجارية، بل يُصدّر إلى بلاد اشتهرت بإنتاجه مثل إسبانيا. وأوضح الخبير الزراعي الدكتور عبدالعزيز الشعيبي أن الزيتون لا يزرع في السعودية إلا في المنطقة الشمالية، لخصوبة تربتها ووفرة المياه العذبة فيها، إضافة إلى كون مناخها شبيهاً بمناخ حوض البحر المتوسط، الذي يساعد في نمو أشجار الزيتون. واعتبر أن جودة زيت الزيتون الذي تنتجه مزارع الجوف تفوق مثيلاتها في دول عدة اشتهرت بإنتاجه، «بسبب استخدام التقنية العالية في عصر الزيتون، وتنقيته من الشوائب والإضافات، إضافة إلى أنه خالٍ تماماً من الأسمدة المركبة والهورمونات». ولفت إلى أن زيت الزيتون المنتج في مزرعة مشروع الجوف يصدّر إلى دول اشتهرت بإنتاج زيت الزيتون مثل إسبانيا، «لأن الزيت السعودي عضوي ونقي بنسبة 100 في المئة وخالٍ من الإضافات». يذكر أن زيت الجوف يعد من أجود زيوت العالم، إذ حلّ في المرتبة السادسة عالمياً في مسابقة (Biofach 2008) الألمانية، التي شهدتها مدينة نورمبيرغ العام الماضي 2008. وتوجد في منطقة الجوف أنواع متعددة من الزيتون، منها «بيكوال وصوراني وقيسي والنيبالي والسوري البلدي ونصوصي ومترانللو»، ومنها ما هو ثنائي الغرض، ومنها ما يستخدم لاستخراج الزيت منه فقط.