"العمل عن بعد" ثقافة حديثة في مجتمعنا لم نتعود عليها كعمل مؤسساتي، و لكنها كانت موجودة بجهود فردية، فجدتي "جواهر"- رحمها الله - أبرمت اتفاقية مع خياط الحارة بمكة، لتفصيل أثواب للرجال مقابل نسبة معينة يقتطعها الخياط لكونه صاحب محل الخياطة . و لقد نوه معالي وزير العمل الدكتور غازي القصيبي في لقائه مع لجنة الموارد البشرية غرفة جدة، في مكتبه عن دور صندوق الموارد البشرية في تفعيل العمل عن بعد، و أنه يعد من أولويات الصندوق، و أن جهود الغرفة التجارية بجدة أعادت إليه الأمل، بعد أن كاد يفقده منذ توليه الوزارة، فمعظم لقاءاته مع 24 غرفة في المملكة العربية السعودية كانت تنصب على طلب التأشيرات، حتى كاد ان يفقد الأمل في التعاون مع التجار و لكن بريقاً من الأمل انبثق مع اتفاقية غرفة جدة و وزارة العمل. و إستراتيجية "العمل عن بعد" هي التي لجأ إليها صندوق الموارد البشرية كحل لمشاركة عمل المرأة في التنمية، تتمثل بأن تؤدي المرأة عملها من المنزل لحساب منشأة خاصة، بحيث تتوفر لديها جميع الأدوات التي تتيح لها إنجاز المهام المطلوبة منها في المنزل، مثل الحاسب الآلي و الأوراق و المستندات و المكتب و الهاتف..الخ. و بعد انتهائها من مهمتها تقوم بإرسال ما أنجزته للمنشأة من خلال البريد الإلكتروني أو الفاكس أو الذهاب لتسليمه باليد، و بعد ذلك يتم الاتصال هاتفياً أو من خلال البريد الالكتروني بين المشرف و بين المرأة العاملة بهدف طلب تعديلات في العمل أو طلب مهام جديدة، أعتقد أنه من أفضل الحلول الذي اجتهدت فيه وزارة العمل و قد يناسب الكثير من فتياتنا. وفي ظل تطور العمل و التقنية الحديثة لم يعد مستحيلاً، لكنه يحتاج إلى نظام يسهل العمل مدعوماً بالتكنولوجيا و جهد من المنشآت الخاصة لوضع آليات لهذا العمل و تحليل تكلفة العمل عن بعد ،و المتابعة و التقييم حتى نصل لحلول ترضي القطاع الخاص والموظفة، و إذا فشل النظام فربما يكون السبب هو قصر في توضيح آليات العمل عن بعد، أو بسبب قصور المسئولين في المنشاة من الاستفادة منه. [email protected]