إخراج النساء من البيوت شهوان بن عبد الرحمن الزهراني* الآراء والأفكار الهشة والطروحات التي لا تستند على دليل ولا تسير مع المنطق حينما تأتي من كاتب مبتدئ فقد يكون ذلك معذوراً ، فالحال يشهد بأنه ليس بالإمكان أفضل مما كان. أما حين يكون الطرح أو الرأي من رجل في قامة الأستاذ أحمد المهندس فإن المتوقع أن يكون طرحاً يخدم الرأي العام ويصب في بوتقة مصلحة المجتمع ويتفق أولاً وأخيراً مع المنهج الشرعي. ولهذا فقد تعجبت مما جاء في مقالته التي كتبها بعنوان \" نتو وإعادة المرأة إلى المنزل \" وذلك في يوم الأربعاء 2/2/1430ه في تعقيبه على الدكتورة عائشة نتو في مقالتها الموسومة \" القصيبي: أحبطوني التجار الا غرفة جدة.\" وقد كانت مقالة الدكتورة عائشة متفقة مع الواقع ومتسمة مع المنهج الشرعي وتخدم التوجهات التي تسعى الدولة إلى نشر وترسيخ مفاهيم العمل بتلك الإستراتيجية وهي العمل عن بعد. وجاء في المقالة ما نصه: \" العمل عن بعد \" ثقافة حديثة في مجتمعنا لم نتعود عليها كعمل مؤسساتي، و لكنها كانت موجودة بجهود فردية. وذكرت أن جدتها – جواهر - رحمها الله - أبرمت اتفاقية مع خياط الحارة بمكة ، لتفصيل أثواب للرجال مقابل نسبة معينة لكونه صاحب المحل. ثم قالت:\" وإستراتيجية العمل عن بعد\" هي التي لجأ إليها صندوق الموارد البشرية كحل لمشاركة عمل المرأة في التنمية، تتمثل بأن تؤدي المرأة عملها من المنزل لحساب منشأة خاصة\" هذا رأي مثقفة ومجربة تعرف من أسرار العمل ومنغصاته وتدرك أين مصلحة المرأة بصفتها أنثى ما لم يعمله الرجال فقد ترى بعينها وببصيرتها ما لا يراه الرجال . إن هذا العمل أجزم أنه لا يخل بمكانة المرأة ولا يقلل من دورها في المجتمع بل أنه يخدمها ويحفظ كرامتها ويصون عرضها ويحقق لها الاستقرار الأسري ويسمح للمرأة بالجمع بين العمل ورعاية شؤون أسرتها داخل مملكتها الصغيرة . إلا أن الغريب والمدهش أن الأستاذ أحمد المهندس شن هجوماً مقنعاً على تلك المقالة الرائعة وعاب على الدكتورة ما كتبته وطرحته وأيدته بشأن تكريس مفهوم عمل المرأة عن بعد ، وهذا الانتقاد للمقالة لا أجد له أي مبرر ولا سند ولا دليل ، وما ذكره المهندس في مقالته من مبررات يرى أنها تستوجب خروج المرأة من بيتها للعمل بين الرجال لا ينهض بتاتاً كسبب مشروع لخروج المرأة بل أن ما كتبه يعتبر - في اعتقادي - من قبيل الافتئات على الحق ، والقول بغير دليل شرعي ، فإذا كان الأصل هو القرار في البيوت للنساء فلماذا نسارع ونفتح الأبواب على مصراعيها لخروجهن دون سبب أو حاجة ملحة أو ضرورة ملجئة لذلك. أنظر إلى ما جاء في تعقيب الأستاذ أحمد على الدكتورة عائشة. يقول : \" فلماذا تشجع وتحرص مثقفة مثلك مثل هذا الأسلوب. الذي يحرض على إعادة النساء اللاتي استطعن تحقيق العديد من الانجازات والتفوق في الحياة إلى غياهب المنزل فلن تستطيع كل وسائل التكنولوجيا ان تحرمها من حقها الطبيعي في العمل في النور مع نصفها الإنساني \" الرجل . وبما يرضي الله والشرع . \" إن هذا القول لا يجد سنداً أو مبرراً لخروج المرأة لتعمل بجانب الرجل . ونصفها الثاني - يا أستاذ أحمد - هو في بيتها هو زوجها وأبنها وأخوها ووالدها . وليس الرجل الأجنبي الذي لا يجوز الاختلاء به في المكتب ولا التحدث معه إلا من وراء حجاب. فذلك ليس نصفها . إن القلم أمانة والنصيحة واجبة على كل مسلم ، ومن نصح بما يخالف الشرع فقد ظلم نفسه وغش الآخرين. ****************************** *كاتب بصحيفة \"البلاد\" السعودية .