لقد استهجن كل العالم ما يحدث على أرض فلسطين وقامت المظاهرات في كل الدول منددة بهذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب المنكوب منذ عام 48 م ونقلت وسائل الإعلام بجميع لغاتها ومصادرها ما يحدث على أرض غزة .. حتى ان هذا الاعتداء شمل الطواقم الإعلامية وعاملي هيئة الأممالمتحدة والمسعفين أيضا لأن الإسرائيليين فقدوا السيطرة والهدف وشملوا بمجازرهم جميع الموجودين، لا تمييز عندهم بين الأبرياء والنساء والأطفال الذين لا ذنب لهم إلا أنهم ولدوا على أرض محتلة موجوعة بالقهر وسفك الدماء، لقد أوضحت المظاهرات للعالم أجمع قبح الوجه الصهيوني وتلك الصور عن المذابح اليومية، أظهرت عبر وسائل الإعلام العالمية مدى بشاعة ما يحدث في قطاع غزة المقطوع فعلا عن جميع المستلزمات الضرورية.. فلا غاز أو كهرباء ولا مؤنة، رغم المساعدات إلا أنه تظل الحاجة ضرورية للوصول لمن أصبحوا تحت الأنقاض ولمن هم موجودون في المستشفيات التي تعاني من نقص الأدوية وأيضا سيارات الإسعاف والتي استهدفت من قبل الجنود الإسرائيليين وكأنهم بذلك يغلقون أبواب النجاة لمن تبقى من الجرحى على قيد الحياة.. إنها قمة القبح من قبل الصهاينة.. حين لا يطبقون أدنى مواثيق الإنسانية.. متعللين في أفعالهم بأنهم من حقهم الدفاع عن أنفسهم، ضد مَن؟ ضد شعب لا يمتلك حق الأمان والمعيشة الكريمة على أرض احتلها غاصبون.. فالعالم أبى أن يقف مكتوف الأيدي ضد هذا التبجح وبأبسط مقومات الإنسانية عبر عن الغضب بجميع الأشكال وأظهر في هذه الثورة مشاعر النصرة والتلاحم مع الفلسطينيين.. حتى في الدول البعيدة عن فلسطين وكان قرار مجلس الأمن الدولي بوقف العدوان في غزة أول بادرات الإنسانية، إلا أن الإسرائيليين لم يلتفتوا لهذا القرار واستمروا في الغارات متشجعين بالموقف الأمريكي وبعض الدول التي تسترت بالصمت هكذا بلا موقف ولا رأي.. صامتين رغم صرخات العالم أجمع.. فالمشاهد الدامية وجنائز الشهداء أطفالاً وشيوخًا ونساءً وحدها دليل مكشوف وصريح عن تبجح الاسرائيليين المحتلين الذين يحاولون أن يكون لهم وطن وخارطة حتى ولو بالاغتصاب والحرب.. إنهم بلا إنسانية ومن المستحيل يومًا أن يكونوا ضمن الأسوياء. [email protected]