** نحن نقول بالفم المليان وعلى رؤوس الأشهاد بأننا مجتمع يكاد يكون متكاملاً في جميع عناصر حياته فنحن نتمتع بأخلاق لا تتوفر عند غيرنا من المجتمعات ،واننا مجتمع له خصوصيته التي لا يماثله فيها أي مجتمع. إن كل هذا صحيح إلى حد – ما - لكن الذي يشغلني دائماً ويجعلني أتساءل كيف نحن بكل هذه القيم التي نقولها عن حياتنا وسلوكنا في الوقت الذي نهتز خوفاً من شبابنا وشاباتنا عندما يطرح موضوع المرأة للعمل. أو أي أمر له علاقة بالمرأة. نصرخ محذرين ومتخوفين من تصرفات الشباب السيئة وان تصرفاتهم رعناء وان الخوف منهم لا حدود له الخ.. أقول كيف أوفق بين الوصف الناصع لهذا المجتمع وبين هؤلاء الشباب الخارجين عن الأخلاق وهم من هذا المجتمع الذي هو له خصوصيته. إذن نحن في هذه الحالة إما أن نكون مجتمعا كبقية المجتمعات فيه الصالح وفيه الطالح. وعلينا أن نكف عن إسباغ هذه الصفات الزاهية على أنفسنا. ونعترف أننا لم نستطع أن نربي هؤلاء الشباب بالشكل المطلوب. أو أننا نصر على أننا مجتمع فاضل فدعونا نمارس حياتنا في هدوء. هذا ملخص رسالة بعثت بها إحدى الأخوات والتي رأيت أن آخذ منها لب موضوعها لضيق مساحة الزاوية. وأقول لها إنني معها في كشف هذه الازدواجية التي نمارسها لكنني أقول لها أيضاً نحن لنا خصوصية واحدة فقط بأن لدينا بيت الله وبيت نبيه وهي خصوصية تعطينا الحق في أن نقود الآخرين إلى الخير وإلى الصلاح والجمال والحق. ونحن قادرون على ذلك بإذن الله بكثير من الوضوح والصفاء الذهني والنفسي بعيداً عن كل تعقيدات الحياة التي كبلتنا في غير منطق ،فهذا الذي يمارسه البعض ليس خليقاً بنا ان نتبناه. لنعد إلى حياتنا الصافية التي كانت لنعيش أكثر وفاقاً وأمناً وهناءًً.