يتحد معنى الاستهلاك بمفهومه المتعارف عليه في كافة بقاع الأرض وبمختلف لغاتها، ولكنه يتفاوت فيما بين الشعوب كسلوك وثقافة ونظام، فأين نحن كشعب من هذه الأسس؟ هل نحن شعب مستهلك؟ هل نحن شعب منتج؟ أم نحن الاثنين معًا. تعودنا أن نمارس في حياتنا ضروبًا شتى من الهدر بين مانحتاجه ومالا نحتاجه، وأضحى الاستنزاف هو السمة الظاهرة والشائعة لدى الكثيرين منا. طرح الموضوع ليس بالجديد، ولا أعني به الاستهلاك الشرائي فقط، إنما الاستهلاك بمفهومه الواسع للمال، والصحة، والموارد، والبيئة، والعقول ،وكذلك الإنسان الذي أمسى بين ليلة وضحاها مستهلَكًا ومستهلِكَا ومُهلكًا في آنٍ واحد! فعندما غابت عن تنشئته ثقافة الإنتاج بكافة معانيه وجوانبه وأبعاده، كان الأسرع في اعتماده على منتجات غيره دون التفكير حتى في محاولة تصنيع مثلها، لم لا! فالعقول اعتادت الركود!، واستُنفِذَت طاقاتها بثقافات استهلاكية أخرى!!، وهذا ما سيحدث يومًا ما فقدًا واسعًا في الموازنة بين الإنتاج والاستهلاك!، وبالرغم من ذلك أعتقد أننا نحتاج إلى عقود وعقود لإعادة تنظيم سلوكنا ووعينا كي نصل إلى أن يكون استهلاكنا حضاريًا وإيجابيًا ومتوازنًا يخرج بنا إلى إنتاجية البناء والتأثير وتسخير ذلك كله لمصلحة الإنسان، حتى لا يتجذر في سلوكنا الوجه القبيح من منه. عذب الكلام (إن الاتجاه الذي يبدأ مع التعلم سوف يكون من شأنه أن يحدد حياة المرء في المستقبل) ... أفلاطون فاطمة البكيلي