انتشر "الهرش" هذه الأيام سواء كان داخل المنازل أو المكاتب ناهيك عن ،الأماكن المفتوحة "كالمقاهي" المنتشرة على شاطئ البحر أو على الكورنيش وهذا "الهرش" هو عمل لا إرادي يقوم به الإنسان عندما "تلسع" البعوضة زميله لأنه ينتظر أن يكون هو الضحية القادمة بعد زميله متمثلا بذلك المثل الذي يقول: "إذا حلقوا لجارك بُلْ رأسك وانتظر" .. لقد هجمت هذه الموجات من البعوض على مدينة جدة وأنا أتحدث عن أماكن يفترض فيها درجة النظافة عالية وليس عن أماكن أخرى تقع في جنوبجدة أو شرقها حيث تقع البحيرة الشهيرة التي يقال عنها تهكماً بحيرة "المسك، يقال إن هناك حالات من الذين أصيبوا بحمى الضنك نتيجة هذه "البعوضة" اللعينة ، ويقال لقد رصد مبلغ كبير لمكافحة هذا المرض ولكننا لا نرى أية نتيجة لهذا المبلغ أو أي أثر له ، فلازال في أذني صوت ذلك "البخاخ" وتلك الكثافة من "الدخان" وهى تملأ فضاءات الشوارع بل يدخل الى بعض المنازل وذلك الرجل الذي يحمله على ظهره دائراً على الأزقة والشوارع إضافة على .ما تقدمه سيارات الرش في الشوارع الرئيسية أين ذهبت تلك المكافحة؟ التي كانت نشطة "وبدراهم" معدودات ..إن أقسام الصحة والبيئة في الأمانات والبلديات في ذلك الزمان كانت على ما يبدو أكثر نشاطاً وأكثر اهتماماً بصحة الناس، وإلا ماذا يعني كل هذه الإمكانيات المتوفرة الآن وتلك التي كانت بالكاد يمكن أن تطلق عليها "مبالغ" ذات مدلول كبير؟ والنشاط والحرص مختلفان تماماً .هل اتساع المدن هو خلف هذا العجز؟ إذا كان الأمر كذلك فإن الإمكانيات الآن أكثر بكثير مما كانت عليه، إنه أمر محيّر، ولكن ماذا نقول؟ .فالصمت أحسن.