قبيل 80 عاما وتحديدا في 09/01/1346 ه صدر الأمر الملكي رقم 37 بتشكيل أول مجلس للشورى في العهد السعودي يضم أعضاء متفرغين برئاسة النائب العام للملك وثمانية أعضاء معينين , وفي أحدى الدورات اللاحقة أختير الأعضاء بالإنتخاب , وأستمر العمل بمجلس الشورى كهيئة إستشارية, حتى وصل عدد أعضاء المجلس ذروته (25 عضواَ) في عهد الملك سعود , وبدأ بالتناقص التدريجي في العقود التالية , وبعد فترة الإنقطاع الطويل التي أنست المواطن المجلس القديم , قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – يرحمه الله- بترسيخ دعائم الشورى وإقامة نظام جديد لمجلس الشورى وجاء ذلك في خطابه يوم 27/08/1412ه أي بعد حوالي 66 سنة من أول مجلس في العهد السعودي , وبلغ عدد أعضاء المجلس اليوم وفي دورته الرابعة 150 عضواً تم إختيار جميعهم بالتعيين, ,وقد يرى البعض أن أسلوب الإختيار ( التعيين ) يجعله لا يمثل الناس ولا يعبر عن تطلعاتهم, خصوصا إذا ما قورن بأنظمة البرلمانات العالمية ومجالس النواب التي يتم فيها إختيار نواب البرلمان بالإنتخاب المباشر, إلا أن ما حققه المجلس من نتائج تجعلنا ننفي عنه هذا الرأي ,, و لقد رأينا جرأة بعض أعضاء المجلس في مواجهة الضيوف من وزراء وكبار مسؤولين عن أمور تتعلق بأداء أجهزتهم ومناقشتهم , والمصارحة والمكاشفة التي تتسم بها بعض الجلسات , فالمجلس يسعى للرفع من أداء الأجهزة والمؤسسات الحكومية والرقي بخدماتها , وقد رأينا أنه خلال السنة الحالية تم إستجواب ما يقارب ال تسعة وزراء ( تم استبدال كلمة" إستجواب" المستخدمة في البرلمانات العالمية ب كلمة "إستضافة" لتتفق والخصوصية السعودية). وأخيرا فقد أعلن مجلس الشورى السعودي ولأول مرة عن البدء في إستقبال شكاوي ومقترحات المواطنين للضيوف من وزراء وكبار مسئولين وإستفساراتهم التي يرغبون عرضها أمامهم في المجلس , وقد كان وزير المياه والكهرباء الأستاذ عبد الله الحصين في أول قائمة " المستوجبين" قبل عدة أيام , ومن هذا المنطلق فإن المجلس سوف يعلن تباعا عن أسماء ضيوفه وموعد حضورهم للمجلس ويسره إستقبال مقترحات المواطنين وإستفساراتهم على البريد الإكتروني أو الفاكس , وقد وجد هذا التوجه صدى طيبا لدى جميع فئات المجتمع لما فيه من تفاعل بين المواطن والمجلس وسوف يثمر بنتائج طيبة تصب في مصلحة الوطن والمواطنين , لذا وبعد أن وصلنا كمجتمع إلى درجة عالية من الوعي وقدر كبير من الفكر و الثقافة يجعلنا مطمئنين للنتائج فيما لو تم إختيار جميع أعضاء المجلس بالإنتخاب المباشر , وبعد تزكية وموافقة الجهة صاحبة القرار طبعا , أو أن تبدأ مرحليا بالمزج بين الإنتخاب والتعيين كما حصل في بعض الدول الخليجية ولفترة معينة , خصوصا وأنه قد أصبح لدينا خبرة جيدة بعد التجربة الناجحة في المجالس البلدية والتي كان لها إنعكاس كبيرا على ثقافة الإنتخاب . [email protected]