نحمد الله سبحانه وتعالى على نجاح حج هذا العام 1429ه وحقق نجاحا منقطع النظير وها هم حجاج بيت الله الحرام يغادرون الأراضي المقدسة بعد أن أدوا حجهم وحظوا بشرف زيارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة فكان رحلة روحانية مباركة تجلت فيها مشاعر التقرب إلى الله والاغتسال من الخطايا والذنوب ومما لا شك فيه أنه من الأسباب الرئيسية لنجاح حج هذا العام تطبيق حملة (لا حج بلا تصريح) لكل مواطن ومقيم التي أطلقها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة بضرورة الالتزام بها وتأكيد سموه بضرورة تطبيقها والتشديد في ذلك فكان فكرة رائعة وناجحة لحج هذا العام ومنع نسبة كبيرة من الذين يحجون بدون حملة وتنظيم مسبق فتم اعادة ما يقارب خمسين ألف سيارة من المنافذ البرية لمداخل مكة المختلفة لا تحمل تصاريح حج فساهم ذلك في انخفاض نسبة الافتراش في منى والتي عانى منها الحج لسنوات ماضية وكانت سببا رئيسيّاً في اعاقة الحركة المرورية وكذلك في رمي الجمرات ومسار الخدمات فكان لهذه الحملة دور كبير في منع الحجاج المتطفلين والمخالفين لنظام الحج بدون تصريح. لقد كانت ناجحة إلى حد بعيد في جوانبها الميدانية والإعلامية بعد التطبيق بنسب قد تقارب ال 50% ولكن هناك بعض السلبيات والظواهر السيئة التي تستلزم معالجتها ودراستها دراسة دقيقة ووضع الحلول اللازمة لها وذلك من قبل لجان المتابعة العاملة في امارة منطقة مكة ووزارة الحج ووزارة الداخلية أذكر من بعض هذه السلبيات: أولاً: أن بعض مؤسسات حجاج الداخل استغلت هذا النظام وقامت برفع اسعارها بمبالغ خيالية وبدرجة كبيرة ونسب تزيد على 50/ و70 للبعض لأن هذه المؤسسات ستعرف ان المواطن والمقيم لا يستطيع الحج إلا من خلالها والحصول على تصريح الحج مما يحرم الكثير منهم من الحج مما يستلزم دراسة أسعار تكاليف الحج الفعلية لمن هم من خارج مكة وكذلك لمن هم في داخل مكة فليس من المعقول أن تتساوى مبالغهم مع وضع نسب معقولة من الربح كما يلزم وضع سعر خاص لحج الخادمات فلقد كانوا في السابق يحجون بألف ريال والآن المبلغ أصبح ثلاثة آلاف ريال لا يستطيعون دفعها مع فرض غرامة مالية على المؤسسات التي تتجاوز الأسعار التي ستحدد ومن الممكن أن تساهم وزارة الشؤون الاجتماعية بعمل حملات بأسعار مخفضة لذوي الاحتياجات الخاصة والظروف الخاصة كالفقراء والأرامل والمطلقات والذين لا يستطيعون الحج بهذه الأسعار الخيالية. ثانياً:أدى هذا النظام إلى ظهور سوق سوداء سيئة نتيجة بيع تصاريح الحج بأسعار خيالية قاربت الألف ريال للتصريح الواحد كذلك ظهور تصاريح مزيفة قام البعض بعملها وتم القبض على العديد منهم من قبل رجال الجوازات. ثالثا: أظهر هذا النظام عمليات تهريب قام بها البعض لإدخال العديد لإدخال العديد من المخالفين والذين يرغبون في الحج وبدون تصريح من خلال دفع مبالغ كبيرة لإدخالهم إلى مكة بلغت الستمائة ريال للفرد وفي بعض الأحيان الألف ريال وهو ما تم اكتشافه من خلال المنافذ حيث تم القبض على العديد من هؤلاء المهربين وتطبيق الغرامات والجزاءات بحقهم. رابعاً: كان هنالك اهتمام بسيط من قبل وسائل الإعلام في توضيح أهمية حملة لا حج بدون تصريح مما يستلزم زيادتها في الأعوام القادمة بتكثيف حملات التوعية في هذا الشأن وبأساليب متعددة من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وأن تكون بجميع اللغات الرئيسية المتداولة في الحج حتى يفهمها المواطن والمقيم. وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية قد وضع النقاط على الحروف للكثير من المواضيع المتعلقة بحج هذا العام أهمها: 1- الإمارة جزء من وزارة الداخلية والنجاح ينسب لسمو وزير الداخلية ونحن كلنا جنود لسموه في الميدان ننفذ الخطة التي يضعها كوزير للداخلية وكرئيس للجنة الحج العليا. 2- نجاح حملة لا حج بلا تصريح نجاحا جزئيّاً هذا العام ومن المتوقع أن تنجح بنسب أكبر في الأعوام القادمة. 3- سيتم دراسة أسعار حملات حجاج الداخل وان هناك عقوبات صارمة على المخالفين وحملات الحج الوهمية. 4- رفع توصيات للجنة الحج العليا عن الافتراش والسكن والنقل مع ضرورة تحسين الجهود في هذا الشأن. 5- نجاح تجربة الأبراج السكنية مؤكداً اهمية اخضاع الأمر للدراسة لمعرفة السلبيات والايجابيات. 6- نتائج متميزة لجسر الجمرات الذي أدى إلى تسريع التفويج بصورة أسهل. بقلم: سمير علي خيري