بهذه العبارة التي أرسلتها لي صديقتي سأودع 2008 واستقبل 2009 صديقتي كتبت تقول لي ليتنا نتوقف عن الأحلام حتى لا تتحول إلى كوابيس، كانت قد خرجت من تجربة قاسية عاشتها مدة عام، وهي تعترض على أنها دفعت مشاعرها ثمنا كي تتعلم معادلة بسيطة مفادها "اصنع سعادتك ولا تنتظرها من الآخرين" بينما تظن هي أنها معادلة بسيطة، أعرف أنا أنها معادلة مستحيلة بالنسبة لمعظم الناس، لذلك قلت لها ايتها العزيزة عام واحد لا يساوي شيئا امام هذه الحكمة العظيمة التي خرجت بها، السعادة تنبع من الداخل، لم تكن يوما شيئا خارجيا فرحت لصديقتي، باركت لها هذا الاكتشاف، تمنيت لها السعادة من قلبي، السعادة التي تنبع من قلبها ولا تعتمد على أسباب خارجية، لست رومانسية ولا أعاني من مرض المثالية، أعرف أن الحياة صعبة، وأن هناك منغصات كثيرة، لن أتغنى بالفقر والفقراء وأحسدهم على السعادة التي يعيشون فيها، ولن أهنئ عاطلا على الحرية التي يتمتع بها، أعرف ما يدفع الإنسان للحزن والألم، عرفت الحزن والألم، لكن ما كان ينقذني كل مرة من الوقوع في براثن الاكتئاب هو إدراكي أنني وحدي القادرة على الوقوف مرة أخرى، لن يساعدني أحد إذا خذلت نفسي، لن يبكي معي أحد، حتى لو بكى معك أحد في البداية، استمرارك في البكاء لن يعني سوى ان ينصرف الناس عنك، لا أحد يحب المكتئبين والبكائين، الحزن مرض، والناس مهما أبدت تعاطفا مع المريض، فإنهم لا يحبون المكوث إلى قربه طويلاً. نعم، اصنع سعادتك ولا تنتظرها من الآخرين، لا تعلق سعادتك على حدوث أمر ما، يمكنك أن تكون سعيدا، ما الذي سيتبدل لو حملت همومك على كفك وتأملتها طوال الليل والنهار، سيمر الوقت ويمضي العمر ولن تتغير الهموم، ليس صعبا أن تضحك، أن تبتسم في وجه المرارات التي تمر بها، العمر قصير ولن ينتظرك حتى تنتهي من مراراتك، سيمضي، ويرسم على وجهك تجاعيد الخيبة بتكثيف أكبر.. انظر للأشياء الجميلة في حياتك وابتسم لها، عش لها وبها واصنع سعادتك. [email protected]