أسئلة يجيب عنها د. سليمان العلي د. سليمان العلي* س: تنتابني دائما حالات ضيق وكآبة ولا أعرف كيف أبعد عنها وأشعر أنني بعيدة عن الله بسبب انشغالي في بعض المعاصي التي تغضب الله .. فكيف السبيل حتى أشعر بالسعادة والراحة النفسية؟ إيناس جدة ج: أختي الكريمة، واضح من الحالات التي تنتابك من الضيق والكآبة بسبب معاصيك وذنوبك التي لم توضحيها ولكنك تعلمين أنها معاص تغضب الله عنك، وقال تعالى «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى»، والمعيشة الضنك هي المعيشة الصعبة المليئة بالمخاطر والمشاق وعدم راحة البال، لأنه أعرض وترك الهدى، لذلك ابتعدي عن المعاصي التي تغضب الله عز وجل بمجاهدة نفسك وإقناعها بضررها عليك وسوء عاقبتها في الدنيا والآخرة، وأبدلي هذه المعاصي بطاعات ترضي الله عز وجل، وحاولي أن تجدي صحبة صالحة تعينك على الأعمال الصالحة، وأكثري من قراءة قصص الصالحين وهمتهم العالية في التقرب لله عز وجل، واجعلي القرآن الكريم طريقك وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نورك فاتبعيه في كل حياتك كبيرها وصغيرها حتى تصيغي حياتك بالربانية التي تحقق لك الأمن والسعادة والراحة ولذة وحلاوة الإيمان في جنب الله، كذلك يمكنك الانضمام لإحدى الجمعيات الخيرية كتحفيظ القرآن الكريم أو جمعيات اجتماعية لحضور الأنشطة التي حتما ستؤثر في تغيير سلوكك وتشعرين بعدها بالراحة والرضى، أو الانضمام لإحدى الجمعيات الخيرية التي تساعد المحتاجين فتشعرين بالسعادة لتقديم الخدمات والمساعدات لهم، لا نحتاج إلى التذكير بأن السعادة والراحة والهناء القلبي لا يمكن أن يكون في طريق المعصية والمنكر واتباع الأهواء النفسية.. بل هذه الأمور تحقق غالبا متعا حسية آنية وبقدرها يكون الألم الداخلي وبحجمها يكون شقاء النفس فينقلب المأمول (السعادة) إلى الضد (الشقاء)، بل إن السعادة في حقيقة الأمر منوطة بتحقيق الإيمان في القلب وتمثله في الحياة مع الاستمتاع بما أباحه الله في هذه الحياة (ولا تنس نصيبك من الدنيا). إن اليوم الذي تشعرين فيه بالألم والتعاسة، هو يوم لا يستحق منك أن تحسبيه أو تغضبي منه.. بل الملامة ملقاة على عاتقك أنت.. تأملي هذا اليوم جيدا، ستجدين أنك بالفعل لم تقومي فيه بعمل واحد مفيد في نظرك.. لم تعملي فيه أمرا واحدا تعلمين أنه سبيل إلى سعادتك.. واليوم الذي تشعرين فيه بأنك تحلقي بعيدا بعيدا وأنت في قمة الغبطة والانشراح.. ذلك لأنك أصبت الهدف جيدا.. فعرفتي مصدر سعادتك وفرحك ثم وضعته موضع التنفيذ. أختي الكريمة الشيطان حريص على استمرارك في الضلال والطرق المؤدية للمباحات وإرضاء الله عز وجل كثيرة جدا لو أردتها لبحثت عنها ووجدتها بذلك أنقذتي نفسك من غضب الله وسخطه، وسلكتي طريق الطاعات التي ترضي بها الله عز وجل وتكسبك الراحة والسعادة في الدنيا والآخرة. * مدرب ومستشار برامج إطلاق القدرات وتطوير الذات [email protected]