يقول الرسول صلى الله عليه وسلم "لا يزال قلب الكبير شابا في اثنين، في حب الدنيا وطول الامل". كثيرون هم الذين يشغلهم حب الدنيا وطول الامل، ولله في ذلك حكمة فحب الدنيا اذا لم يشغل المؤمن عن عبادة الله والتفكير في انه متاع زائل، هذا الحب امر مشروع لأن المؤمن مكلف بتعمير الارض والعمل من اجل اعمارها يحتاج الى ان يسعى الانسان في مناكبها ويأكل من رزقها.. والرزق لا يأتي لقاعد، والمال هو قوام الحياة وعنصر بنانها. ولهذا فان الانسان مطالب بان ينفق في المجالات المشروعة والطرق المرغوبة المباحة ولا يستعمل المال في شهوات تقوده الى ارتكاب المعاصي، كما هي حال بعض اهل الغنى اليوم، يتردد في انفاق ماله في مباح ولكنه ينفقه دون حساب في طريق غير مرغوب.. يسأله محتاج فلا يعطيه، ولكنه يقيم حفلا فيه من المحرمات الشيء الكثير والكبير، فيبذل بسخاء. تلك هي صفة النفوس الضعيفة.. اما النفوس العامرة بالايمان تنفق في سبيل الله ولا تبخل على محتاج، وهؤلاء يوازنون بين حب الدنيا من اجل ان يكونوا فيها سعداء باسعاد غيرهم وطول الامل عندهم هو ان يطول بهم العمر ليعطوا ويتصدقوا والفرق واضح بين محب للدنيا يعيش لنفسه ويتجاوز ما هو مطلوب منه نحو غيره.. وكذا طول الامل من انسان لا يقرن ذلك بالعمل من اجل خير الدنيا والامل في عطاء الآخرة.. لان ما يزرعه الانسان في دنياه يحصده في آخرته.