نحمد الله سبحانه وتعالى أن هيأ لنا العيش في هذا المجتمع المحافظ الذي مازال يتمسك بمبادئه وعاداته وقيمه الاسلامية , ورغم ذلك يجب علينا ألاّ نركن الى هذه القناعات الراسخة في أذهاننا ونغفل عما يجتاحنا من عادات وتقاليد دخيلة على مجتمعنا في ظل الانفتاح العالمي وثورة الاتصالات التي غزت العالم بخيرها وشرها . فقضية المعاكسات بين الشباب والشابات في الاسواق وأماكن الترفيه وعن طريق أجهزة الاتصالات المختلفة لقد تجاوزت الخطوط الحمراء مما حدا بالجهات الأمنية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الوقوف بحزم وقوة لصد هذه السلوكيات الخاطئة ورصد تحركات المعاكسين والقبض عليهم وتطبيق شرع الله فيهم ليكونوا عبرة لمن يعتبر . إن هذا الاجراء الرادع الذي اتخذته الجهات المسؤولة قوبل بالارتياح من قبل المواطنين والمقيمين , فإذا ما نظرنا إلى قضية المعاكسات نجد أن بعض الشباب من المراهقين هم الأكثر جرأة على ممارسة هذا الانحطاط الخلقي والسلوك المشين الذي يأباه كل ذي مروءة وخلق كريم لأنه يتعارض مع القيم والآداب الاسلامية والأعراف الاجتماعية السوية . ولعل من العدل والأنصاف أن نسأل ( من أثار بركان هذه الغريزة وأشعل فتيلها لدى هؤلاء الشباب الهائمين في الشوارع والاسواق والمتنزهات لمعاكسة النساء والفتيات وأقتناص فرائسهم في غياب الراعي الأمين المسؤول عن حماية الأسرة من عبث العابثين وتربص المتربصين . إن أصابع الاتهام بكل تأكيد تتجه نحو الفتيات والنساء المتبرجات المائلات المميلات اللائي يثرن الشهوات والنوازع الشيطانية لدى الرجال والشباب بصفة خاصة . وليت الجهات المسؤولة تتخذ الاجراءات الصارمة ضد أية فتاة يثبت تورطها في الإثارة والاغراء ومعاكسة الشباب . والحقيقة التي لا مراء فيها بأن المرأة المحتشمة والملتزمة بالحجاب الشرعي سيحفظها الله عز وجل من المعاكسات وشرور الاوباش والسقوط في أوحال الرزيلة ويلبسها الله ثوب العزة والشرف والكرامة والطهر والعفاف. قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59 . لقد تكفّل الله عز وجل بحفظ المرأة المتحجّبة من الأوباش , فالنتمعن قول الله عز وجل ( يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ... ) فهل فى ذلك شك ؟ اللهم أحفظ نساءنا من عبث العابثين ودعاة التبرج والسفور. مكةالمكرمة ص ب 2511 [email protected]