تفاقمت في الآونة الاخيرة ظاهرة هروب الخادمات بصورة باتت تقلق الاسر التي تستقدم هؤلاء الخادمات. وهناك العديد من العوامل التي ادت الى نشوء وتنامي الظاهرة ومن ابرزها قلة الوعي المجتمعي بمخاطر التعامل مع العاملات المنزليات غير النظاميات حيث اصبح الكثير من ارباب الاسر يفضلون اللجوء الى "السماسرة "لتوفير خادمة من الداخل بدلا من تكبد مشاق الاستقدام وطول فترة الانتظار والتكلفة الباهظة. وقد انعش ذلك سوق العاملات المنزليات الهاربات من كفلائهن حيث ان الواحدة منهن عندما تقدم على الهروب من كفيلها ، لا تهرب الى المجهول ، بل تكون قبل الهروب قد تدبرت مكان اقامتها وغالبا ما تكون في احواش يستأجرها "سماسرة الخادمات" ويتقاضون مقابل إيوائهن وتشغيلهن مبالغ طائلة. والمطلوب في هذا الصدد حملة توعوية مدروسة تستهدف المواطنين لتبصيرهم بمخاطر ايواء وتشغيل الخادمات المخالفات سواء الهاربات من كفلائهن او من مخالفات انظمة الاقامة ليس لان تشغيلهن مخالفة صريحة للانظمة فحسب بل للعواقب الوخيمة التي تترتب على من يقومون بتشغيلهن ومن ذلك ما نسمع عنه يوميا من حوادث السرقة والاعتداء على الاطفال التي ابطالها خادمات مخالفات ادخلناهن بيوتنا وائتمناهن على اطفالنا واموالنا. ولا يغيب عن الذهن ان الشروط التعجيزية التي باتت تفرضها الدول المصدرة للعمالة المنزلية ، لعبت دورا مهما في ندرة هذه العمالة المنزلية وخاصة الخادمات. وحلول هذا الوضع تكمن في عدم التساهل مع من يشغلون عاملات منزليات غير نظاميات من جهة ومن جهة اخرى تسهيل اجراءات الاستقدام. ومن المؤسف ان بعض الخادمات تستغل موسم الحج للهروب من كفلائهن فالخادمة قد تخرج من منزل كفيلها بحجة اداء الفريضة الا انها لا تعود. ويعوِّل سماسرة الخادمات على موسم الحج كثيرا للحصول على عدد كبير من الخادمات الهاربات من كفلائهن لاعادة تشغيلهن مع مواطنين آخرين وبرواتب افضل مما كن يتقاضينه لدى كفلائهن. ويقع على عاتق الجوازات دور مهم في الحد من ظاهرة هروب الخادمات وتشغيل المخالفات من خلال تغليظ العقوبات عليهن وعلى من يقومون بإيوائهن وتشغيلهن. مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة