(البيوت أسرار)، حكمة قالها الأجداد: ذهبت مثلا ولكنهم استدركوا فقالوا: (الحيطان لها اودان) وهم بمثل هذه الأمثال يحذرون من كشف ما يدور من خلف الجدران والأبواب الموصدة داخل كل بيت ولكن البعض لا يلتزم بهذه القيم الأخلاقية والاجتماعية وتتصيد بعض الفضائيات مثل هذه المواضيع فتشبعها تحليلا وتعليقا وتنظيرا وقد تصل في بعض الحالات إلى مالا يجب نشره أو التعليق عليه. وفي أحد البرامج التي تقدمها قناة ذائعة الانتشار كان هناك برنامجا يدعي بأنه يقطر نعومة وأنوثة ويوجه كلامه لما يسمى (بالجنس الناعم) وقد اتصل أحد المشاهدين، وكان يقذف من فمه بكلام هو أشبه بالحمم البركانية المنصهرة وهو يتحدث صوتا وصورة ويصرح بالفم المليان متهما مطلقته (بالخيانة الزوجية) وأتى بحجج واهية لا ترقى إلى الأدلة الدامغة فيما ذهب إليه وأكاد أشك شخصيا في قدراته العقلية وفي وعيه بل وفي صحة حالته النفسية فقد يكون مصابا بالوسواس القهري أو ما شابه ذلك وكل أدلته الثبوتية التي أوردها في اتصاله بالقناة المذكورة مجرد أرقام غريبة ترد إلى هاتفها المنقول ومحادثاتها الكتابية عبر (الماسنجر) مع شخص مبهم لم يحدده بالاسم ولا يعلم إن كان رجلا أو امرأة هذه كل أدلته الدامغة كما يدعي، فهل هذه في نظره هي الخيانة الزوجية؟ إذا عدنا للمنطق سنجد أن للمرأة وقتا كافيا لفعل أي شي وقت غيابه في العمل أو أثناء مسامرته مع الأصدقاء أو خلال سفرياته مثلا ولو عاد به تفكيره إلى الطريق السوي وحسن الظن لوجد أن الأمر لا يتعدى كونه مكيدة من مكائد النساء تهدف إلى تقوية العلاقات الأسرية بين الزوجين فهي قد تختبر بهذا التصرف مدى حبه لها وغيرته عليها ولفت النظر إلى تقصيره الأسري أو محاولة تعديل سلوكه مثلا بعد ما لاحظت عليه ممارسة مثل هذه الأشياء لتثبت له شيئا واحدا أن ما تفعله مع بنات الناس قد يفعله غيرك مع أهلك أو بناتك - ولا ازكي هذه المرأة على الله فإن كانت كذلك فهي قد أحسنت القصد والغاية وأخطأت الأسلوب الأمثل وطرق المعالجة وأكاد أجزم أنه لو صبر قليلا لفهم تفاصيل هذه اللعبة وقامت هي بفك طلاسمها وتلقينه درسا بليغا في الأخلاق والسلوك كما يحدث عادة في الأفلام والمسلسلات العربية وهو بهذا التصرف الغريب والتشهير بإمرأة غافلة محصنة أصبحت أجنبية عنه، يكون قد ارتكب مخالفة شرعية يعتبرها الشرع قذفا وتشهيرا ويستحق العقاب والتعزير وهذا مايؤكد وجود خلل لديه في الفهم والإدراك وهو بهذا التصرف أساء أيما إساءة إلى أبنائه بين أقرانهم وجيرانهم في المدرسة والحي مما يعود عليهم بالضرر والأذى البالغين. كما أن هذه القناة الفضائية لابد أن تشملها نفس العقوبة، لأنها سمحت بمثل هذا الهراء بتغريمها ماديا لما ألحقته من أضرار جسيمة بحق هذه المرأة وأسرتها، وإننا نتساءل أين ذهب ميثاق الشرف الإعلامي؟ هل في نشر مثل هذه المواضيع ما يفيد المشاهد؟. [email protected]