التآلف نعمة من الله على عباده، ومن أحبه الله أحبه الناس، وهكذا يربي فينا الاسلام الحنيف هذا الشعور الانساني من نفوس صافية مطمئنة تسعى الى العباد وبين العباد بالخير، وقد قال عز وجل في محكم التنزيل: "إنما المؤمنون إخوة" كما يحثنا ديننا هي الجامعة لكل المناقب الحميدة في خلق المسلم وصفاته. انني اتذكر كل ذلك في مشوار الحياة الطويل، فكم من رجال نعرفهم وندرك فيهم معدنهم الاصيل ولا تباعد الايام بيننا وبينهم وان شغلتنا لفترات وما اكثر زحام الدنيا ومشاغلها نسأل الله ألاَّ يجعلها اكبر همنا ولا مبلغ علمنا، وهؤلاء الرجال كالنفائس الثمينة تزيدها الايام والزمن قيمة على قيمة، ومن الناس من يطربك حديثه وتسمع منه كل ما هو جميل اللفظ وحسن الصورة لكن سرعان ما يتخلى عنك وينكشف معدنه. كل انسان منا يقابل نماذج كثيرة من هذه وتلك، لكن الاكثر اثرا في النفس عندما تتعرض لموقف صعب طارئ ثم ييسر الله لك من يقف الى جانبك مؤازرا وسندا بعد الله تعالى، ومازلت اذكر بالخير نفوساً نقية وهبها الله المحبة وتتسم بالشهامة الاصيلة، ومن الخيِّرين الاستاذ ياسر يوسف ناغي، ولي معه موقف جميل في نفسي وأدين له بالفضل بعد الله في معروفه. اما الموقف فقد قابلت صديقاً عزيزاً أنعم الله عليه بالستر وبنقاء القلب والسريرة ودائماً لسانه ذاكر شاكر ، وبعد السؤال عن الصحة والأحوال، قال : الحمد لله على كل شيء فأمور الحياة لم تعد تثبت على حال فشعرت انه يخفي على امرا او ظروفاً ألمت به، ولأني اعرف فيه عزة نفسه مهما قست عليه الظروف، قلت له إذن صارحني عما بك وداعبته ببيت الشعر القائل: أيها الشاكي وما بك من داء كن جميلاً ترى الوجود جميلا فابتسم صاحبي واستمر حديثنا وعلمت بظروف صعبة تعرض لها ويعاني منها، فرددت قول الحق تبارك وتعالى "إن مع العسر يسرا" ولا حول ولا قوة الا بالله. وجال في خاطري الصديق العزيز الاستاذ عبدالعزيز اديب العباسي وما عهدته فيه من مروءة ومسارعة الى الخيرات ولا يتواني عن معروف ما استطاع اليه سبيلا. فاتصلت به واخبرته بالموقف، فردد التوجيه النبوي في الحديث الشريف "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه" ثم تقابلنا وطلب منا مرافقته في مشوار سريع وهو يقول "سيكون فيه خير وانفراجة بإذن الله". وبعد دقائق التقينا شخصية خلوقة وانسانًا كريم النفس، وعرفني به كما عرفه بي وهو الاستاذ ياسر يوسف ناغي، الذي استقبلنا ببشاشة وترحاب، وقد أثلج صدري بأريحيته وكريم مقابلته، ووجدته مثلما نقول "اذا وضعته على الجرح يبرأ ويطيب" وهو من أسرة عريقة في سيرتها ومواقفها. وفي مكتب الاستاذ ياسر دار الحديث والخواطر، خاصة تغير النفوس واصبحت قيمة المال عند بعض الناس اغلى من القيم والمروءة، ثم اخبره الاستاذ عبدالعزيز بالموضوع وما جئنا لاجله فقال "أبشروا بالخير" واذا به يبادر بموقف كريم أنهى الضائقة وفرّج كربة الصديق ليعود مرتاح البال، والدعاء منا لرجل البر الوجيه الاستاذ ياسر يوسف ناغي ولصديقي الساعي في الخير الحبيب عبدالعزيز العباسي، بأن يجزيهما الله خير الجزاء، وقد قدرنا المعروف لصاحبه ونحسبه عند الله خيرا وأعظم أجراً. ان الاخ العزيز الوجيه رجل الاعمال الاستاذ ياسر يوسف ناغي جزاه الله خيرا نعرف عائلته العريقة، وهو مثال لما اردت ان اؤكده بأن معرفة الرجال كنوز، حتى وان جاء التعارف مصادفة حيث المواقف هي الاختبار الحقيقي للانسان، فما الذي يدفع بانسان الى الخير إلا اذا كان قلبه عامرا بالايمان والمحبة في الله، ويسره ادخال السرور على قلب مسلم. ومثل هذه الشيم يثق صاحبها في انها تجارة مع الله لن تبور.. وحقّاً معرفة الرجال كنوز. حكمة: رب أخ لك لم تلده أمك للتواصل: 026930973