لا شيء يعكر صفو الحب.. والالتفاف.. والصداقات مثل "الشك" انه أشبه بالسكين التي تنغرس في الأعماق فتصيب كل المشاعر بالتهتك.. وتصيب كل الأحاسيس بالنزف.. وتأخذ كل الهناءات الى طريق مظلم.. فترتفع راية الانفعال.. والضمور.. والملل فتموت أحلى المشاعر.. وتنطمر أغلى الأحاسيس.. ما هو هذا الشك؟!.. كيف يتسلل إلينا.. كيف يدمينا ويدمرنا؟! تساؤلاتنا تتواصل وحتى نجيب عليها استضفنا "الشك" ليتحدث الينا ونتحدث إليه: * سألناه: من أنت أيها الشك؟! ** قال: أنا هذه القدرة الفائقة التي تتسلل الى الأعماق فتدميها.. وتعذبها.. وتقودها الى الظلام فتتهاوى.. وتسقط.. وتصبح شظايا لا تفلح على الاتحاد .. والاتئاد. * سألناه: تتسلل الى أعماق الناس.. كل الناس؟ ** قال: غير صحيح.. فالثقة هي عدوي الأول والأخير.. والذين يتعاملون بثقة يحولون بيني وبينهم. * سألناه: لكن ما هو الشك.. من أنت لحظة ان يشتعل الحب.. وتبدو كل المشاعر قادرة على ان تزف نفسها إلى مرافئ الأمان؟ ** قال: أنا نفسي أسأل.. لماذا تتاح لي الفرصة الى الدخول في لحظة الهناءة.. بصراحة يبدو ان الانسان بطبعه ميال إلى الشك.. والى تقويض لحظة هناءته.. والا فان هناك عشرات.. ومئات.. وملايين المرات التي دخلت فيها الى أعماق الانسان دون مبرر الا ان الانسان نفسه يتقاعس في التسلح بالثقة.. * سألناه: ومتى يكون الانسان أقرب إليك؟! ** قال: عندما ينصت الانسان للدلالات العابرة.. ويتوقف عند كل شاردة وواردة ويتعامل معها بتفسيرات كثيرة تشيع جواً ضبابياً.. * سألناه: ولكنك أبداً المبادر إلى الدخول؟! ** قال: هذه مهمتي انني اعيش في هذه الأجواء المتناثرة وغير المتماسكة.. * سألناه: ولكن الانسان يحتاج إلى الثقة فكيف السبيل؟! ** قال: القناعة.. كل النزاعات تموت عندما تشرق.. وتتمكن من التثبت في الاعماق.. * سألناه: لكن الناس جميعهم يؤكدون بانك سبب الشتات والفراق؟! ** قال: الصحيح انني ابقى.. واستمر.. بفضل اهتزاز الناس انفسهم الذين لا يخلصون لمشاعرهم وأحاسيسهم. * سألناه: وكيف نتفاداك؟! ** قال: بالحرص على التعامل الواثق.. دائماً والالتفاف لا يعيش الا وسط العناية.. والثقة.. والقناعة.. وبدون ذلك فان اشياءً كثيرة تبدو قابلة للاختراق.. * سألناه: وما هي نهايتك؟! ** قال: الفراق.. انه الثمرة الأكبر لرحلتي مع اي انسان. * سألناه: ومتى تفشل؟! ** قال: عندما يعاود الانسان وقفته المتأنية والمتقصية مع نفسه. كلام متعوب عليه اسألكِ ان تحرريني من هذا القيد الذي أدماني.. أنا يا سيدتي لا أطيق الشعور بأنكِ تغردين خارج حدودي! في كل المرات التي اعلنت فيها الشك عليك.. والظنون.. والهواجس كسبتِ أنتَ.. وخسرت أنا.. لكني لا زلت أشك. تعلميني كيف يكون الحب هامة عالية.. وكيف يكون خطوة وجلة لا تقوى على التماسك. أنا - يا سيدتي - أكره الحسابات والكشوفات.. والأقلام الحمراء.. أضيء جوانحي أبداً باللون الأخضر حتى لا يتضجر قلبي. أنتِ كل هذه الدنيا التي تفرد قلوعها حتى يسير مركبي الى الشواطئ ولا تهمني الأنواء.. فلحظة التحدي ثمنها أن تتعلمي كيف تتوسدين قلبي!! كل الأشياء تبدو زاهية الا هذا الخداع.. فإنه يحتاج الى معاملة واضحة حتى لا يُهزم بالتواري!! أسألكِ أن تبقي الود عامراً حتى لا يضيع الحب.. هذه الثمرة اليافعة التي جاءت من دمنا وادماننا على الوفاء!! أسألكِ أن تتاح لنا الفرصة حتي يتواصل هتافنا.. وحتى يدين لنا الفرح فتبقى الحياة سعيدة!! في الصميم الوفاء.. ليس كلمة تقال.. ولكنها عهد.. ووعد.. وعطاء.. معنى بعض الناس يأتون من أجل مداواة الجراح ثم يزيدون الجراحات نزفاً!! وقفة الأحلام الجميلة تقتلها المساومة.. ويدميها الشك.. وتقصف عمرها الغيرة.. هتاف السفر إلى مدينة الأحزان.. سفر طويل جداً يجول بكل الحنايا.. وكل الشرايين ثم يبدأ النزف الذي لا يندمل.. اغضب كما تشاء كلما غضبتُ.. ازددت اقتناعاً بأنكِ معي أكثر.. وبأنكِ تهتمين بي أكثر.. وبأن أشيائي كلها حتى الصغيرة منها تعنيكِ أكثر.. وأكثر.. يا قمري.. أيها الشامخ على سواعد أيامي.. تمنحني الدفء.. والحنان.. والأمل. أنتِ هذا الصوت الذي ينبعث من أعماقي أبداً ليكون النداء الأغلى منكِ.. اليكِ كلما غضبتُ.. فرحت.. فلا شيء أكثر من هذا الدليل على أني معكِ في دمكِ وأنفاسكِ.. وهواكِ!! السطر الأخير قال الشاعر: أتسألني يا قصة الأمس من أنا؟! أنا دمعة.. تشكو المحاجر سيدي صغيران.. نرعى الشوق في ساحة المنى محبان.. نحثو الرمل في مهجة الصدى سنمضي.. ولو كان الطريق دوائر تحاصر في أقواسها كل مشهد