عاشت القاهرة ليلة السبت الماضية ليلة مطرزة بالفن والجمال والحب وانهالت مع نسمات النيل شلالات الإبداع فكان منبعها خليجنا العربي و مصبها المحيط الأطلسي في المغرب الأقصى لم تكن هذه الليلة من أساطير ألف ليلة و ليلة بل كانت المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون وكانت الجوائز تتناثر كنجوم. الشيء الوحيد الذي كدر صفونا كسعوديين انه لم يكن لنا نصيب في شيء من جوائزها فهل نضب الإبداع وجفت مآقيه أم أن مبدعينا في إجازة اضطرارية أم أن آلية اختيار الأعمال لدينا تدخل فيها العشوائية و المحسوبية فلم ترق إلى المستوى المطلوب الذي يؤهلها لوسام استحقاق عربي. آخر ما حصدناه من جوائز كان جائزة رمزية إذاعية في مهرجان تونس عن سوق عكاظ. وهي ليست إبداعاً بالمعنى المقصود للإبداع بل كانت عبارة عن سرد تاريخي موجود في كتب التراث وقد تكون الجائزة عبارة عن جبر للخواطر فلو قارناها بالبرامج الإبداعية الإذاعية التي فازت في مهرجان القاهرة لأدركنا هذه الحقيقة، ولا ننكر أن هناك برامج إذاعية سعودية مؤهلة لأن تنال أعلى الأوسمة كبرنامج الفن و أهله الذي يعده ويقدمه الأستاذ سامي خميس وبرنامج بانوراما مال و أعمال الذي تعده وتقدمة الإذاعية القديرة لمى محمد وهي مشروع دكتورة متخصصة في القريب العاجل إن شاء الله. هذا بالنسبة للإعمال الإذاعية أما بالنسبة للتلفزيون فلم يكن هناك شيء يذكر من الدراما المحلية ما هو جدير بطرحه في مهرجان عريق كهذا المهرجان حتى القنوات المحسوبة على الإعلام السعودي كقناة ام بي سي وقناة ال بي سي وقنوات راديو وتلفزيون العرب لم تحرك ساكنا ولم تطور في الدراما وبرامج المنوعات. إننا ندعو المسؤولين و المتخصصين في هذه القنوات بالإضافة إلى القنوات السعودية إلى وقف التأمل وإعادة الحسابات واعتقد أنه حان الوقت لإنشاء معاهد متخصصة للتمثيل و أخرى للإذاعة والتلفزيون حتى نرتقي بأعمالنا إلى المستوى المأمول. ** تنويه: أتوجه بالشكر الجزيل إلى سعادة المهندس عبد المجيد الخليفة من الشؤون الهندسية بوزارة الإعلام الذي صحح معلوماتي عن القناة الخامسة بأنها القناة التفاعلية و ليست التماثلية كما جاءت في مقالتي السابقة وأكد بأن هذه القناة قد حصلت بالفعل على الجائزة الأولى عالميا متخطية كل القنوات المماثلة في كل أرجاء العالم وأن هذه القناة قد أنجزت بالجهود والسواعد السعودية الشابة وإنها قد غطت مساحة 85 % من بلادنا الغالية وقد تكون هذه القناة هي عزاؤنا بعد الإحباط الذي أصابنا لعدم نيلنا جوائز إبداعية من مهرجان القاهرة "وخيرها في غيرها إن شاء الله". [email protected]