تنفرد مدينة جدة الجميلة وأهلها الطيبون بميزات فريدة وجميلة هذه المدينة التي عشت فيها اكثر من ربع قرن من الزمان يمتاز أهلها بصفات جميلة ومحمودة قلما تجدها في مدينة كبيرة واسعة مثلها وأهم هذه الميزات المشاركة الجادة التي يقوم بها الأهالي ليشاركوا اخوانهم في السراء والضراء . . لقد تميز اهالي جدة انهم لا يتأخرون بالذات عن واجب العزاء وتجد المرضى ومن يتحركون على كرسٍ متحرك وأصحاب المشاغل المستمرة يتركون مشاغلهم ويحضرون الى واجب في المقبرة ثم تجدهم جميعاً في المساء في سرادق العزاء لقد شاهدت ذلك بنفسي في اكثر من واجب من واجبات العزاء وجدت الامراء والوزراء والكل قادمون ليشاركوا اهل الميت في واجب العزاء دون تأخير ومن عرف بنبأ الوفاء يسارع لإبلاغ الاخرين واخذ العنوان ووصفه لمن لا يعرفه وتجد الجميع متواجدين في العزاء ليوم او يومين او ثلاثة ظاهرة فريدة وأصيلة تستحق الاعجاب بأهالي جدة الكرام الذين يحبهم كل من يتعايش معهم لم تشغلهم التجارة او " البزنس " عن تقديم واجب كالعزاء والمشاركين ايضا في الافراح جميلة تلك المشاعر . صحوة ثقافية وأدبية الكل استبشر خيراً بوصول صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أميراً لمنطقة مكةالمكرمة . . فقد عرف عن الأمير خالد الفيصل أنه رجل الانجازات والمهام الجسام . . ورجل السياحة والفكر والأدب . . وأذكر أنني ذهبت إليه في ابها قبل خمسة وعشرين عاماً مع مجموعة من كبار الأدباء والصحفيين لافتتاح أحد الفنادق الكبرى هناك وعندما علم أنني صحفي من " البلاد " طلب من رئيس التحرير في هذا الوقت استاذي المرحوم الشيخ عبدالمجيد شبكشي ان بقى في مدينة أبها لبعض الوقت للتعرف على الإنجازات التي تتم فيها وفعلاً بقيت حوالى أسبوع هناك وفر لي سيارة من امارة عسير مع مرافق واستطعت خلال هذه الفترة التعرف على كل ما يجري في مدينة أبها وخميس مشيط وأزور المشاريع التي تقام هناك والمشاريع السياحية المبكرة التي بدأها سموه هناك . . وعدت وفي جعبتي الكثير من التحقيقات الصحفية والتقارير عن منطقة أبها وأجواء عسير الجميلة . . اليوم اسعدني وجود الأمير خالد الفيصل في وسط النادي الأدبي بجدة ووجود الأدباء والمفكرين والصحفيين من حوله واستمع سموه لآرائهم وافكارهم وأشعر ان هناك دفعة قوية اعطاها لهذا النادي الأدبي العريق . . فالنهضة العمرانية والتنموية التي تشهدها جدة الجميلة يجب ان تترافق معها نهضة ثقافية وأدبية وفكرة تتماثل مع حجم هذه المدينة الكبيرة التي هي بوابة الحرمين الشريفين ويصل إليها الأدباء والمثقفون والشعراء والفنانون من كافة اقطار العالم العربي لذا يجب ان نحتفي بهم . اقتراح بسوق شعبي في المطار القديم عدما اصل الى أي بلد عربي أو اسلامي أو حتي بلد أوروبي ابحث عن الحي القديم او الاحياء الشعبية في هذه المدينة أو تلك .. وقد شاهدت ذلك في استانبول بتركيا والجزائر والكثير من البلدان .. وأظن ان مدينة جدة الجميلة في حاجة ماسة لسوق شعبي كبير يتم انشاؤه تحت اشراف الأمانة واقترح أن يكون في الارض الفضاء بالمطار القديم هذا السوق يتم تقسيمه بين باعة الخضار والفاكهة وباعة الملابس والاحذية والخردوات لباعة التمور والعصيرات ولعب الاطفال .. وجزء آخر للمطاعم الشعبية والبليلة والطعمية والكبدة والسوبيا .. هذا السوق لو توفرت بجواره أرض فضاء تستخدم كموقف للسيارات سوف يجتذب الكثيرين في ماليزيا على سبيل المثال " سوق صيني " كبير كل شيء في هذا السوق " صيني " تشعر كأنك في الصين في المأكل والملبس والمشرب والسائحون يحبون الذهاب اليه فهل تروق هذه الفكرة لامانة مدينة جدة لتطبيقها وأنني أحلم بسوق شعبي كبير نتجول فيه على الاقدام ونشتري منه الاشياء البسيطة وكما قال لي معالي الدكتور ناصر السلوم في حديث لي معه في رمضان الماضي أن أحب الاوقات إليه في عصر رمضان الذهاب الى الاسواق الشعبية وشراء البليلة أو الطعمية أو السمبوسك سيراً على الاقدام .. الكل يريد أن يتحرر من تلك القيود التي وضعتنا فيها السيارة فهل تحقق لنا أمانة جدة هذه الرغبة .